ضبطت أجهزة الأمن التركية كمية من مادة اليورانيوم المخصب الخام -التي تستعمل في صناعة اليورانيوم الناضب الذي يستخدم في تصنيع الرؤوس النووية - في أحد المحال التجارية بمدينة اسطنبول كانت في طريقها إلى إيران بعد استلامها عبر وسيط تركي. كانت قوات شعبة مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في مديرية أمن اسطنبول ألقت القبض على صاحب المحل التجاري في حي «بهشلى افلر» باسطنبول بعد اقتحام المحل والعثور على 50 كيلوجراما من مادة اليورانيوم الخام و اعترف أنه استوردها في مقابل 750 ألف يورو. وذكرت شبكة (سى إن إن تورك) الإخبارية التركية أن صاحب المحل اعترف بأنه استورد المادة، وكان يعتزم بيعها لإيران .. مشيرة إلى أن هذه المادة تستخدم أيضا في تصنيع المركبات الفضائية، وأن قيمتها السوقية تصل إلى 86 مليون يورو، حيث يباع الجرام الواحد في إيران بمبلغ 1750 يورو. وأشارت الشبكة إلى أنه تم نقل المادة لمركز البحوث النووية في حي «كوتشوك شكمجه» في اسطنبول لإجراء الاختبارات اللازمة عليها. على صعيد أخر قال وزير الطاقة التركي «تانر يلدز» اليوم الجمعة أن بلاده ستكون مستعدة لتخزين يورانيوم مخصب لإيران ردا على اقتراح للأمم المتحدة يقضي بأن ترسل إيران اليوارنيوم منخفض التخصيب لدولة ثالثة. وناقش مسؤولون من تركيا وإيران فكرة إرسال طهران اليورانيوم الى تركيا مقابل الحصول على وقود لتشغيل منشأة نووية تستخدم في اغراض طبية. وقال يلدز للصحفيين "لا توجد مشكلة لدى الجانب التركي في أن تخزن ايران اليوارنيوم منخفض التخصيب في تركيا. لا نستطيع الرفض." ونظرا لمخاوف إيران من إرسال مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى الخارج قبل أن تحصل على وقود المفاعل في المقابل اقترحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن تضع إيران اليورانيوم منخفض التخصيب لدى دولة صديقة مثل تركيا إلى حين وصول الوقود. وأجرى وزير الخارجية التركي «احمد داود اوغلو» حديثا هاتفيا مع محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الخميس لمناقشة الأمر. لكن مسؤولا إيرانيا رفض فكرة وضع اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب لدى دولة ثالثة. وكانت تركيا التي استضافت الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في قمة اقتصادية إسلامية في وقت سابق من الأسبوع قد أعلنت من قبل استعدادها للتوسط بين إيران والغرب في نزاعهما النووي.