خرج مؤتمر إعادة إعمار غزة، الذى عقد أمس فى منتجع شرم الشيخ، بتعهدات قدمها مانحون دوليون تقدر بنحو 3 مليارات دولار، لمساعدة الاقتصاد الفلسطينى، وإعمار القطاع بصفة أساسية. وفيما ربط الرئيس حسنى مبارك نجاح عملية إعادة الإعمار بالعديد من الاعتبارات، أولها سرعة التوصل لاتفاق تهدئة يضمن فتح المعابر أمام مستلزمات البناء، أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أن المساعدات التى وعدت بلادها بتقديمها للفلسطينيين، والتى تقدر ب900 مليون دولار، لن تذهب لحركة «حماس»، بينما اقترح رئيس الوزراء الإيطالى سليفيو بيرلسكونى جزيرة «صقلية» لاستضافة المفاوضات النهائية بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى حال إقرار قيام الدولتين. وفى كلمته، أمام المؤتمر أوضح الرئيس مبارك أن إعادة الإعمار كانت أحد العناصر الأساسية للمبادرة المصرية لوقف العدوان على غزة، مشدداً على أن الأولوية الآن لتحقيق التهدئة فى القطاع، على الرغم من تراجع إسرائيل عن مواقفها السابقة. وأكد مبارك أن نجاح عملية إعادة الإعمار لا يعتمد فقط على تعبئة أكبر قدر ممكن من التمويل والمساهمات، وإنما يظل رهنا بعدد من الاعتبارات المهمة منها سرعة التوصل لاتفاق للتهدئة بما يضمن فتح المعابر أمام مستلزمات البناء وضرورة التزام الجانبين بهذا الاتفاق، وتحقيق المصالحة بين السلطة الفلسطينية والفصائل، وتشكيل حكومة وفاق وطنى تتولى الإشراف على إعادة الإعمار بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية، والاتفاق على آلية دولية تحظى بثقة المانحين تتولى تلقى مساهماتهم وتوجهها لعملية إعادة الإعمار فى إطار من الشفافية والمحاسبة. إلى ذلك صرح السفير سليمان عواد، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس مبارك لديه دعوة لزيارة واشنطن، وأنه سيزورها فى الوقت المناسب، مشيراً إلى أن القول بأن موعد الزيارة فى أبريل المقبل «سابق لأوانه».