حذر الدكتور مأمون فندى، مدير وحدة دراسات الشرق الأوسط فى المعهد الدولى للدراسات الإستراتيجية بلندن، من خطورة «تشييع» القضية الفلسطينية، وخاصة بعد اتجاه قيادات «حماس» إلى طهران، وتصاعد الصراع الشيعى – السنى، الذى شهدته الساحة السياسية فى الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن المنطقة العربية أصبحت ساحة للعب، فى ظل تسابق إسرائيل وتركيا وإيران على تقسيم الجسد العربى، ورغبة أمريكا وأوروبا فى تحقيق مصالحهما فى المنطقة. وأرجع فندى سبب ارتباط خالد مشعل بدمشق فى الأساس وكذلك زياراته إلى ليبيا ثم إيران فالسودان، إلى طبيعة تلك الدول ورغبتها فى أن تكون دول حركة، أى يريد جزء كبير منها التحرك بدوره إلى أعلى، قائلاً: «إن استقبال إيران لخالد مشعل جاء لاستثمار الثورة الإيرانية ومن ثم خدمة النظام الإيرانى، القائم على فكرة (العجلة) الذى يقودها سائقها باستمرار لتجديد ثورته». وخلال ورشة العمل التى نظمها المركز الدولى للدراسات السياسية والمستقبلية، أمس الأول، بعنوان: «مستقبل الأمن والاستقرار فى المنطقة مابين الممانعة والاعتدال فى بيئة إقليمية ودولية متغيرة»، قال فندى إنه لا يمكن فهم مسألة «الممانعة والاعتدال» إلا من خلال وضعها فى إطار أوسع، لافتاً إلى أن نجاح نتنياهو فى إسرائيل يعد نجاحًا للممانعة داخل إسرائيل، وأن الدول العربية التى نطلق عليها دول الاعتدال، تعتدل فى سلوكها الخارجى ولكنها تفتقر إلى اعتدالها فى التعامل الداخلى مع مواطنيها، قائلاً: «إن أمن الدول يبدأ من أمن أفرادها، رغم أن مفهوم أمن الدولة فى مصر لايزال مفهوماً بوليسياً». ومن جانبه، رفض سمير غطاس، المفكر الفلسطينى مدير مركز مقدس للدراسات، ما ردده فندى حول «تشييع» القضية الفلسطينية، مؤكداً أنه رغم التحالف الوثيق الذى يربط بين «حماس» وإيران، فإنها انتقدت وحاربت حركة الجهاد الإسلامى واتهمتها بالتشييع، وقتلت 8 من كوادرها اثناء تواجدهم داخل المساجد. وانتقد غطاس تعامل الأنظمة العربية مع القضية الفلسطينية وقاداتها بشكل مقدس ودينى غير قابل للانتقاد والحوار، مرجعاً عدم تقدم القضية الفلسطينية إلى ذلك.