أعلنت اللجنة المركزية للانتخابات فى نتائجها الرسمية شبه النهائية فجر أمس، فوز حزب «كاديما» الوسطى، بزعامة تسيبى ليفنى، إثر تقدمه بمقعد واحد فقط على منافسه «الليكود» اليمينى، بزعامة بنيامين نتنياهو، إذ حصل «كاديما» على 28 مقعداً، و«الليكود» على 27، فى حين حلَّ الحزب اليمينى المتطرف «إسرائيل بيتنا» فى المرتبة الثالثة بحصوله على 15 مقعداً، وتراجع حزب العمل ليحصل على 13 مقعداً فقط، إلا أن هذه الأرقام لم تضع حداً للتصريحات المتضاربة بين الخصمين، والتى أسفرت عن «فوضى سياسية» أدت إلى تراجع الشيكل الإسرائيلى أمام الدولار الأمريكى. ففى حين أعلنت ليفنى انتصارها، أكد نتنياهو أنه سيكون «رئيس الحكومة المقبلة بعون الله»، وأكدت زعيمة حزب يمين الوسط أن «الشعب اختار كاديما»، داعية نتنياهو إلى «احترام اختيار الناخبين»، وإلى الانضمام إلى «حكومة وحدة»، وقالت ليفنى أمام أنصارها المبتهجين: «يمكن للشعب الإسرائيلى أن يبتسم مرة أخرى عندما نشكل الحكومة». من جانبه، أكد نتنياهو قناعته بأنه سيكون رئيس الوزراء المقبل، وذكر حزب «الليكود» فى بيان أن زعيمه نتنياهو هو الذى سيشكل الحكومة المقبلة، بينما أبدى أفيجدور ليبرمان، رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، استعداده للانضمام إلى حكومة ائتلافية برئاسة ليفنى أو نتنياهو، وقال أمام حشد من أنصاره: «إننا لا نستبعد أحداً»، لكنه أضاف أن «رغبته القلبية» هى حكومة «قومية»، وأشار ليبرمان إلى أن أى حكومة مقبلة يجب أن يكون هدفها الأول هو «هزيمة حماس». أما حزب العمل، فقد أكد رئيسه إيهود باراك أنه لا يخشى أن يكون بين صفوف المعارضة، وأنه سيتعلم من أخطائه، ولن يشارك فى أى ائتلاف حكومى. على الجانب الفلسطينى، اعتبر المفاوض الفلسطينى صائب عريقات «أن الناخب الإسرائيلى صوت لوضع شلل فى إسرائيل تجاه عملية السلام»، بينما رأى رئيس الوفد الفلسطينى المفاوض أحمد قريع، أن إسرائيل تعانى «ظاهرة خطيرة»، بالاندفاع نحو أحزاب اليمين «المتطرفة»، بينما أكد المتحدث باسم «حماس» فوزى برهوم، أن الانتخابات الإسرائيلية ضمنت الفوز «للأكثر تطرفاً والأكثر افتعالاً للحروب». وفى ندوة بالقاهرة، وصف سياسيون وخبراء أمنيون نتائج الانتخابات الإسرائيلية بأنها «انقلاب غير مسبوق» سيؤدى إلى تغير واضح فى الأجندة والأولويات الإسرائيلية.