أكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما رغبته فى إطلاق شراكة جديدة مع العالم الإسلامى قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة، متعهدا بمد »يد الصداقة« وذلك بعد التوترات التى تسببت فيها السياسة التى انتهجها سلفه جورج بوش. وقال أوباما فى حوار مع تليفزيون العربية مساء أمس الأول: »أريد أن أنقل للأمريكيين أن العالم الإسلامى ملىء بالناس العاديين الذين يريدون أن يعيشوا حياتهم فى سلام، كما أريد أن أؤكد للمسلمين أن الأمريكيين ليسوا أعداءكم.. نرتكب فى بعض الأحيان أخطاء ولا نتسم بالكمال«. وأضاف أن الولاياتالمتحدة »مستعدة لإطلاق شراكة جديدة قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة مع العالم الإسلامى« وتابع: »ما سنقدمه إلى العالم الإسلامى هو يد الصداقة«. وتعهد أوباما بأن تتبنى إدارته »نهجا أكثر شمولية« فى علاقاتها مع العالم الإسلامى، وقال: «من غير الممكن لنا أن نقصر تفكيرنا على الصراع الفلسطينى الإسرائيلى وألا نفكر فيما يحدث فى سوريا أو إيران أو لبنان أو أفغانستان وباكستان... هذه الأشياء مترابطة». وبشأن الحرب على الإرهاب، أكد الرئيس الأمريكى ضرورة اعتماد التعبيرات الدقيقة وعدم الخلط بين الإسلام والإرهاب، معتبرا أنه «فى حال وجود منظمات متطرفة سواء كانت مسلمة أو من أى ديانة أخرى تعتبر الدين مبررا للعنف فهذا لا يعنى أن نتهم الجميع باستخدام الدين كوسيلة للعنف». وقال أوباما إن إدارته حريصة على التمييز بين «المنظمات الإرهابية، مثل تنظيم القاعدة الذى يعتمد الإرهاب، وبين أشخاص يختلفون مع رأى الإدارة حول الطريقة التى يرونها الأمثل لتطور بلدانهم، وهذا ما يجب وضعه فى إطار الاحترام». وأضاف أن «الحرب على الإرهاب» ستتواصل، لكن مع إخضاعها للقانون الأمريكى. وعن السلام فى الشرق الأوسط، أعلن أوباما أن الوقت قد حان كى يعود الإسرائيليون والفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات، وأشار الرئيس الأمريكى إلى أنه أرسل مبعوثه جورج ميتشل إلى المنطقة مع تعليمات ب «البدء فى الاستماع» ثم العودة وتقديم تقرير له عما سمعه، وأضاف «انطلاقا من هذا الأمر سنصوغ جوابا محددا». وأوضح «لكن فى نهاية المطاف لا يعود لنا القول للإسرائيليين أو للفلسطينيين ما هو الأفضل بالنسبة لهم، يجب أن يأخذوا بعض القرارات». وقال: «حان الوقت للعودة إلى طاولة المفاوضات» مع تسليمه بأن «هذا الأمر سيكون صعبا وسيأخذ وقتا» وأن بعض الأشهر لا تكفى لحل النزاع. وأكد أوباما أنه سيستمر على قناعته «بتغليب أمن إسرائيل»، لكنه أضاف «أعتقد أيضا أن هناك إسرائيليين يؤمنون بأهمية صنع السلام». وأوضح أوباما «بإرسالى جورج ميتشل إلى الشرق الأوسط أفى بوعدى الذى قلت فيه إننى لن أنتظر حتى نهاية رئاستى كى أهتم بالسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإننا سنبدأ على الفور»، مضيفا «إذا بدأنا تحقيق تقدم ثابت حول القضايا فإننى واثق أن الولاياتالمتحدة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى وروسيا وكل الدول العربية فى المنطقة... واثق من أنه يمكننا تحقيق تقدم كبير». وعن الملف الإيرانى، جدد الرئيس الأمريكى تأكيد عزمه الدخول فى «محادثات مباشرة» مع إيران فى حال تبنت طهران «موقفا أكثر ليونة». وقال أوباما: «أعتقد أنه من المهم أن نكون مستعدين للتحدث إلى إيران لنقول بكل وضوح أين تكمن خلافاتنا وكذلك أين تكمن إمكانيات التقدم». وأضاف أوباما: «خلال الأشهر المقبلة سنضع الإطار العام، وكما قلت فى خطاب التنصيب إذا كانت دول مثل إيران مستعدة لتليين مواقفها فستجد يدا ممدودة من جانبنا». وتابع أوباما: «قلت خلال حملتى الانتخابية إنه من المهم جدا العمل على استخدام كل أدوات القوة الأمريكية بما فى ذلك العمل الدبلوماسى فى علاقاتنا مع إيران».