يحتفظ الرئيس الأمريكى أوباما، بجهاز موبايل من نوع «بلاكبيرى»، يتيح لصاحبه مزايا واسعة فى الاتصال والاستقبال، وقد كان أوباما، ولايزال، معتزًا بهذا الجهاز، خلال فترة وجوده عضوًا فى مجلس الشيوخ، عن ولاية «إلينوى» الأمريكية، ثم منذ انتخابه رئيسًا فى الثلاثاء الأول من نوفمبر الماضى، إلى أن تولى السلطة قبل ستة أيام، وكان ولايزال يعتبره الوسيلة الوحيدة تقريبًا فى التواصل مع العالم، ورغم أن جهازًا من هذا النوع، موجود فى أيدى الملايين، على امتداد أمريكا وخارجها، فإن أوباما، على وجه التحديد، يبدو أنه لن يتمكن من الاحتفاظ به طويلاً، بعد أن اعترضت أجهزة الأمن الأمريكية، على احتفاظ الرئيس به، وطلبت منه التخلى عنه سريعًا، لأن اختراقه سهل، سواء كان من أجهزة يمكن أن تتجسس على أوباما، من داخل بلاده، أو من أجهزة أخرى فى الخارج! وكنت قد سمعت من وزير فى الحكومة، أنه كان يستخدم جهازًا من النوع نفسه، ولكن الأمن نصحه بعدم استخدامه، فحصل على جهاز من نوع آخر! وبسرعة، كانت الإدارة الأمريكية قد وفرت للرئيس الجديد، جهازًا بديلاً من نوع اسمه «باراك بيرى» وهو جهاز يوصف بأنه ذكى جدًا، وأنه صعب بل مستحيل اختراقه، وثمنه 3350 دولارًا أمريكيًا! وإذا كان هذا الجهاز الجديد، يمثل الآن خبرًا سارًا بالنسبة لأوباما، فلن يمضى وقت طويل، حتى يكون خبرًا سعيدًا للجميع، على مستوى العالم كله.. فسوف يكون متاحًا على الأرصفة، خلال فترة قصيرة، كما حدث مع «بلاكبيرى» من قبل، ولن تقف محاولات فرض السرية والخصوصية، من خلال هذا الجهاز الجديد، عائقًا أمام سطوة التكنولوجيا وجبروتها فى هذا العصر! وقد كان جائزًا من قبل، أن تكون لدى مصر إذاعة واحدة، اسمها «صوت العرب»، وأن يقود بها عبدالناصر العالم العربى، وأن يشوش على باقى الإذاعات على امتداد الأرض، بحيث يستحيل وقتها، على المستمع المصرى، أن ينصت إلى أى موجات إذاعية بخلاف موجات صوت العرب.. وحتى بعد دخول التليفزيون، فى مطلع الستينيات، كانت قناة واحدة، وحيدة، هى المتاحة، وكانت حدود البلد وسماواته، مغلقة تمامًا، بقرار من الحاكم!! وفى عهد حكم الإمام فى اليمن، كان الإمام يقيم سورًا له بوابة حول العاصمة، وكان للبوابة مفتاح يغلقه الرجل ويضعه فى جيبه، ثم ينام ومعه الناس إلى الصباح! فأين العالم، الآن، من تلك السنوات، بعد أن أصبحنا نعيش، فى وقت تتمكن فيه الفضائيات، ومختلف أجهزة الاتصال، من مسح الأرض طولاً وعرضًا، فى لحظة! ولكن العبرة هنا، ليست فى الجهاز القديم، ولا حتى فى الجهاز الجديد الذى يتسم بالذكاء الحاد.. فالعبرة هى أن التكنولوجيا المتجددة دومًا، تقف لمحاولات التضييق على الناس على أى مستوى بالمرصاد، وكلما أغلقوا أمامها طريقًا، فتحت هى بسرعة عشرات الطرق، وأتاحت مئات البدائل والخيارات!