اعتبرت صحيفة نيويورك «تايمز الأمريكية» أن «انقسام» العرب حول الحرب على غزة كان نتيجة عدة أسباب، من بينها عدم رغبة البعض فى إغضاب إسرائيل وأمريكا، ورفض آخرين إعطاء إيران فرصة لكسب نفوذ فى منطقة الشرق الأوسط، مستطردة: لكن السبب الأهم –كما كان الحال فى الحرب بين إسرائيل وحزب الله عام 2006- هو الخوف من الإسلاميين الذين تمثلهم حركة «حماس». وذكرت الصحيفة أن القادة العرب ظلوا منقسمين حول كيفية الرد على ضرب غزة حتى تجاوز عدد القتلى الألف، وأنه على الرغم من اللقاءات الدبلوماسية السريعة والمتتالية لم يتم التوصل إلى اتفاق على عقد قمة عربية لجمع القادة ومناقشة رد الفعل، وفى النهاية رفض قادة أهم 3 دول عربية هى مصر والأردن والسعودية حضور قمة قطر، وبالتالى لم يكتمل النصاب القانونى لعقد القمة وهو ما أكد الانقسامات فى المنطقة. وأرجعت الصحيفة السبب الأساسى فى عجز الدول العربية عن اتخاذ موقف موحد من غزة هو أن أغلب الأنظمة العربية «مرعوبة» من الحركات الإسلامية المماثلة لحركة «حماس» والتى تمثل التهديد الأكبر لشرعية تلك الأنظمة والعديد منهم مثل مصر والأردن اللتين تواجهان تحديات مع الإخوان المسلمين - الأب الروحى لحماس- كما أن كثيراً من القادة العرب يخشون إثارة غضب الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل التى وقعت معها كل من مصر والأردن اتفاقيات سلام. وأضافت «نيويورك تايمز»: لهذه الأسباب رفضت كل من مصر والمملكة العربية السعودية استضافة لقاء القمة العربية، فهما لا ترغبان فى التعرض لإحراج من بعض القادة مثل الرئيس السورى بشار الأسد الذى – «تماما كحلفائه الإيرانيين»- كسب شعبية من خلال دعمه لحماس وهجومه على «سلبية القادة العرب». ونقلت الصحيفة عن أستاذ العلوم السياسية فى الجامعة الأمريكية ببيروت هلال خشان قوله إن المشكلة مع السياسات العربية هى أنها ظلت تتسم ب«القبلية»، وهو السبب فى عدم قدرتهم على التوصل لاتفاق حول أى شيء، حتى الخلافات العربية الأخيرة لم تكن بخصوص غزة فقط، أو العلاقات مع الغرب لكنها كبرت لأن كثيراً من القادة العرب يؤمنون بأن إيران تهدف لأن تكون قوة مسيطرة فى الشرق الأوسط، وتستخدم القضية الفلسطينية لضرب أعدائها، مستغلة حركة «حماس» فى ذلك.