أثارت القناة الرابعة بالتليفزيون البريطانى جدلاً واسعاً بإذاعتها أمس الأول رسالة للرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد ك «بديل» للرسالة التقليدية التى تلقيها الملكة إليزابيث الثانية، بمناسبة الاحتفال بأعياد الميلاد.. حيث استغل نجاد المناسبة وقال: «المسيح ابن مريم هو حامل راية العدل والمحبة لإخواننا من بنى البشر، ومحاربة الطغيان والتمييز والظلم، ولو كان المسيح عيسى على الأرض فى زماننا هذا لوقف بالتأكيد إلى جانب الشعوب التى تعارض القوى المتنمرة والشريرة والتوسعية والراغبة فى الصراعات». وأضاف نجاد: «لو كان المسيح على الأرض اليوم لتصدى دون شك لسياسات الطغيان للأنظمة السياسية والاقتصادية العالمية المهيمنة كما فعل فى حياته. اليوم تدعو الإرادة العامة للأمم إلى تغيير أساسى. هذا سيحدث الآن. وتتمثل مسؤولية أتباع المسيح والديانات السماوية فى تمهيد السبيل للوفاء بهذا الوعد الإلهى وحلول عصر بهيج مشرق ورائع». وعلى مستوى ردود الأفعال تجاه كلمة نجاد، انتقدت حكومة رئيس الوزراء البريطانى جوردون براون قرار القناة الرابعة (قناة يسارية ليبرالية) بمنح الرئيس الإيرانى الفرصة للتحدث للشعب البريطانى. وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية: «الرئيس نجاد أدلى خلال فترة رئاسته بسلسلة من التصريحات المفزعة المناهضة للسامية»، وأضاف «يحق لوسائل الإعلام البريطانية أن تقوم باختياراتها التحريرية ولكن هذه الدعوة ستسبب الاستياء والارتباك ليس على المستوى الداخلى فقط ولكن أيضاً بين الدول الصديقة». على صعيد متصل، وصف السفير الإسرائيلى فى بريطانيا رون بروسور الرسالة بأنها «سخرية منحرفة مثيرة للغثيان»، واعتبر قرار إذاعة خطاب نجاد بأنه «فضيحة وإحراج وطنى» مشيراً إلى أنه «فى إطار البحث عن التصنيفات وعامل الصدمة، فقدت القناة الرابعة طريقها الأخلاقى». ورغم ذلك، دافعت مدير الأخبار والشؤون الجارية بالقناة الرابعة دوروثى بيرن عن قرار بث الرسالة، وقالت: «بصفته (نجاد) قائد إحدى أكثر الدول قوة فى الشرق الأوسط، تعد آراؤه فى غاية الأهمية.. ومع اقترابنا من وقت حرج فى العلاقات الدولية، نقدم لمشاهدينا رؤية بديلة فى العالم». ولم تكن هذه المرة الأولى التى تثير فيها القناة الجدل بسبب اختيارها للمتحدث ؛ ففى عام 2006 شنت امرأة مسلمة منتقبة بريطانية المولد فى الرسالة التى ألقتها هجوما على وزير الخارجية وقتذاك جاك سترو، الذى ينتمى لحزب العمال، بسبب انتقاده لغطاء الوجه «النقاب» فى وقت سابق من العام نفسه.