«هناك اتصال وثيق بين الإعلام والثقافة عمومًا وبين الدراما التليفزيونية والثقافة خصوصًا، فالدراما هى فى الأصل قالب ثقافى يصيغ عادات وتقاليد وثقافة شعب».. بهذه الكلمات تحدث الدكتور رياض نعسان أغا وزير الثقافة السورى ل «المصرى اليوم» عقب تكريمه خلال ملتقى المنتجين العرب الذى انتهت فعالياته ليلة الأربعاء الماضى. الدكتور رياض يرى أن المنتجين العرب مقصرون فى حق باقى الأمم، وأنهم - أى المنتجين العرب - ينبغى عليهم أن يجعلوا الوصول إلى العالم كله بأعمالهم، هدفًا وطموحًا يعملون من أجله، كما ينبذ وزير الثقافة السورى أى محاولة لاختلاق خلافات بين صناع الدراما المصرية والسورية، مؤكدًا أنها كلها فى النهاية دراما عربية، وأن التنافس مطلوب مادام شريفًا لأنه يؤدى لتجويد المنتج الدرامى. ■ بداية كيف تنظر إلى هذا التجمع العربى الذى يحرص اتحاد المنتجين العرب على إقامته سنويًا؟ - أنا أشيد بكل عمل تجتمع فيه الدول العربية أو رموزها فى مكان واحد، وأشعر أن تجمعنا فى الجامعة العربية يعمق إحساسنا بقضايانا العربية، فالقضايا واحدة، وهناك رسالة عامة وتوجهات كبيرة وهم واحد، والدراما العربية ليس لها سوق محلية وإنما سوقها عربية، وعليها مسؤولية كبيرة، ويمكنها لعب دور مهم فى توحيد الصف العربى وينبغى أن تنطلق من المتلقى العربى إلى آخر أبعد، وأتمنى للدراما العربية أن توسع دائرتها وتنطلق إلى العالم الفسيح بين آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا، ولا أعرف ما الذى يمنع ذلك، هناك قنوات بالآلاف فى كل دول العالم وهناك من يتعطشون لمعرفة المزيد عن ثقافتنا، وهذا بالطبع موجود فى الدراما. ■ هل ترى أن الدراما العربية مؤهلة للانطلاق إلى العالم كما تتمنى؟ - وهل كانت الدراما التركية التى انطلقت نحونا مؤهلة لهذا؟ أعتقد أنها غير مؤهلة ولكنها انطلقت نحونا ونجحت وما الذى يمنع من الانطلاق نحو تركيا وإندونيسيا، يجب ألا ننسى أن ثقافتنا واحدة لأننا مسلمون، والدين هو المكون الثقافى الأول فى حياة الشعوب كما نعرف، وهناك تقصير من المنتجين العرب، وقد قابلت من قبل مسؤولين إندونيسيين وأتراكًا ووجدتهم يتطلعون إلى شراء ومشاهدة أعمال عربية مدبلجة، والدوبلاج هو جواز سفرنا الذى نحتاج إليه من أجل الوصول بأعمالنا إليهم. ■ وهل يمكنها لعب دور ثقافى مهم فى توحيد الصف العربي؟ - بالتأكيد، فمعظم الشعوب العربية يسهرون فى ليلة واحدة أمام صورة تليفزيونية واحدة، وهذا فى حد ذاته توحد، ولنسأل أنفسنا كم عدد المواطنين العرب سواء الموجودين داخل الوطن العربى أو الجاليات الموجودة فى دول أخرى خارج حدود الوطن العربى، هذا بالتأكيد يوحد مشاعرهم، انظر كيف كانوا يتابعون مسلسلات رمضان، خصوصًا الناجح منها، الذى أصبح حديث كل العرب، أقصد أن الدراما توحد العرب على المستوى الشعبى بدرجة معينة، وهذا يمكن تنميته إذا وضعه المنتجون بعين الاعتبار أثناء صناعتهم العمل الدرامى. ■ ما حقيقة ما تردد حول الموقف الرسمى السورى الذى كان رافضًا لعرض «أسمهان»؟ - ليس موقفًا رسميًا، الحكومة لدينا لا تتدخل فى شأن الإنتاج الخاص، ولكنه كان قرارًا من وزير الإعلام السورى، وكان قرار له خلفية هى شكوى من ورثة أسمهان ومطالبة بعدم عرضه فى سوريا حسبما سمعت. ■ هل لديك تعليق على ما يتردد حول وجود صراع مستمر بين الدراما السورية والدراما المصرية؟ - أنا لا أحب أن يقال الدراما السورية أو الدراما المصرية أو الدراما التونسية وإنما أحب أن يقال الدراما العربية فى مصر، والدراماالعربية فى سوريا والدراما العربية فى تونس لأننا جميعًا ولدنا معًا، ونحن نتنافس تنافسًا شريفًا لا يجوز أن يتحول إلى صراعات وتفضيلات، ويقال هذا أفضل وهذا تراجع، وعندما أقرأ كلامًا عن تراجع الدراما السورية مثلاً أغضب، لأن هناك جيدًا ورديئًا فى الدراما العربية كلها.
