«يونان» مقاطعة صغيرة مساحتها 394 ألف كيلومتر مربع فقط، تقع فى جنوب وسط الصين، وتتميز بالطبيعة الجميلة، والأنهار، ومساقط المياه. ومشهورة بعدة أسماء منها «مملكة النباتات»، و«مملكة الحيوانات»، و«بيت الزهور»، و«بيت الأعشاب الطبية» و«بنك الموارد الطبيعية»، كما تعرف مدينة «كانمنج» التى توجد فى وسط يونان باسم «مدينة الربيع الدائم». ورغم طبيعة هذه المقاطعة، البسيطة مدنية، قرر مجموعة من الشباب الذى يحلم بسينما جديدة عام 2006 تأسيس مشروع سينمائى باسم «سينما صينية جديدة: مشروع يونان»، واتفقوا مع شركة «الصين فيلم بلوج ميديا» لتمويله. ويتكون المشروع من 10 أفلام يكتبها ويخرجها 10 مخرجات شابات (من الصين هونج كونج وتايوان) بشرط أن تدور أحداث الأفلام العشرة فى «يونان» وتتناول حياة سكانها. وقد قدم المشروع أول فيلمين، وعرضا فى أكتوبر 2007 وهما: «المتنزه» و«الحالة»، فى حين جاء فريق عمل الفيلم الثالث «البحث عن شانجرى- لا» لعرضه ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، وأعدوا مؤتمرًا تحدثوا فيه عن المشروع بتفاصيله، والغرض منه. كما تحدثوا عن التجربة والمعوقات التى تغلبوا عليها إلى أن حصلوا على دعم أكثر من 5 شركات صينية، وتحدثوا عن الأفلام السبعة الأخرى فى المشروع التى قيد التنفيذ وهى: «ركوب الخيل مع العصابات»، و«شاى بوير»، و«أرض شاطئ الأزهار»، و«الضخم والقزم»، و«مملكة النساء»، و«رحلة المدونين إلى الغرب»، و«يمجا نجلى». المهم فى هذه التجربة ليس مستوى الأفلام التى يقدمها المشروع، وهى جيدة جدًا ومغايرة لما تنتجه السينما الصينية الآن، بل فكرة تأسيس مشروع سينمائى فى مقاطعة صغيرة مثل «يونان» وحضر المؤتمر الذى نظمه - تقريبًا - الضيوف وليس إدارة المهرجان، فقد حضر فريق عمل الفيلم ومعهم 4 مصورين فوتوغرافيا، و3 مصورين فيديو، وصحفية، ومذيعة، و3 إداريين، ومترجمة أيضًا، وردوا على أسئلة الصحفيين، السخيف منها والجيد بشكل محترم وابتسامة لم تفارق وجوههم، بل وأحضروا معهم «كوفيات حريرية» كهدايا رمزية للحضور، ولم ينسوا أن الرسومات المطبوعة عليها تعبر عن الكنوز السبعة فى ثقافة منطقة «يونان». بل واهتموا بشرح كل رسم منها مثل اهتمامهم بالحديث عن المشروع. التجربة جديرة بالاهتمام والدراسة لأنها خرجت من مكان لا يعرف المدنية الحديثة، ودعمها لا يصل إلى الملايين، فى حين مازلنا نتحدث عن أزمات التمويل، والإمكانيات، واحتياجنا إلى إداريين محترفين، دون أن نفكر فى كيفية حل كل مشاكلنا.