الوضع كما يلى: المرح يسود الميكروباص، كوكو يرمق فرحتنا فى دهشة، سيدة لا تشارك فى الاحتفال وقد بدا عليها الغضب الشديد. ثم تصرخ طالبة بأن يتوقف هذا الهُراء. ليه يا مدام؟ (قلت لها متسائلاً) قالت بصوت غاضب: أنا مش موافقة على التهريج اللى بيحصل ده. وحضرتك بتتكلمى بصفة إيه يا مدام ( قلت متفلسفا) ما هى الناس مبسوطة قدامك أهه!. وهنا حدثت المفاجأة المذهلة. وجدنا السيدة تتلاشى ثم تتحول إلى حورية شديدة الجمال لا نظير لها على كوكب الأرض. ساد الصمت الذاهل لثوان ثم قطعته الفاتنة بقولها: أقدم لكم نفسى: زوزو من الزهرة. وعلى الفور بدأت الطبول ترن فى أيدى الركاب، ولكن بنداء مختلف: زوزو.. زوزو. فانحنت الحورية فى حركات استعراضية، وأرسلت القبلات فى الهواء لركاب الميكروباص وقالت: قولوا ورايا: فليسقط المريخ. (ركاب الميكروباص وقد انقلبوا على كوكو) فليسقط المريخ الزهرة يعيش، الزهرة يعيش، كوكب المريخ ما يلزمنيش الزهرة يعيش، الزهرة يعيش، كوكب المريخ ما يلزمنيش (كوكو مذكرا) يا جماعة الأكل.. السجاير. (ينقلب الهتاف فورا) كوكو.. كوكو.. مريخ.. مريخ تقول زوزو بصوت عال: الزهرة حتديكم أنابيب البوتاجاز ببلاش. (تدوى الطبول) زوزو، زهرة. (كوكو) قرارات علاج على نفقة المريخ؟ (تدوى الطبول) كوكو.. مريخ. (زوزو) حفلات مجانية لأليسا ونانسى وهيفاء. (هياج فظيع) هييييييييييه خلى بالك من زوزو. (كوكو يقترب من زوزو قائلا) بأقولك إيه ما تسيبك من المجانين دول، دول عالم ما ينضمنوش. وشايلين الطبول حتى وهم رايحين الشغل، وبيصقفوا لأى حد. (زوزو فى حيرة) والله عندك حق. أنا مستغربة من اللى بيحصل هنا. ما تيجى نعقد صلح بين المريخ والزهرة ونخلع من الكوكب الملعون ده خالص؟. (نظرت إليه فى دلال) تتجوزنى؟. (كوكو يفتح اللاسلكى) أوقفوا الغزو.. الناس هنا مالهمش نظام ومش مضمونين، وأوقفوا الحرب مع الزهرة كمان، إحنا خلاص اتصالحنا (يقذف باللاسلكى من النافذة ويلتفت إلى زوزو قائلا) أموت أنا. (ركاب الميكروباص يغنون فى سعادة فائقة وقد نسوا الأمر برمته) اتمخطرى يا حلوة يا زينة، يا وردة من جوه جنينة. وتنطلق عربة الأصوات بالسعداء الذين يصفقون لأى شىء وكل شىء، وتستمر الحياة فى مصر على دقات الطبول كالمعتاد.