شهدت أسعار العديد من السلع الأساسية تقلبات فى البورصات العالمية فيما اتخذت أسعار النسبة الأكبر منها اتجاها صعوديا منذ يناير 2009 حتى شهر أكتوبر الجارى بنسب طفيفة، خاصة المنتجات الغذائية منها. وأظهر تقرير تلقته «المصرى اليوم» من وزارة التجارة والصناعة حول أسعار السلع فوب (أسعار موانئ الشحن ولا تشمل تكلفة النقل) أن أسعار القمح الأحمر والأبيض سجلت صعودا طفيفا إلى 165 دولارا للطن للأحمر فيما صعد سعر القمح الأبيض إلى 134 دولارا للطن (الدولار يساوى 553 قرشا). وأشار التقرير إلى أن أسعار زيت النخيل الذى تستورده مصر من جنوب شرق آسيا تراجعت 25 دولارا للطن لتبلغ 606 دولارات للطن فيما سجل سعر زيت الصويا نحو 678 دولارا للطن بزيادة 17 دولارا للطن واستقرت أسعار زيت عباد الشمس عند 748 دولارا للطن. وتستورد مصر نحو 60% من احتياجاتها من الزيت من زيت النخيل معظمها يتم استيراده من ماليزيا. وأوضح التقرير استقراراً نسبياً لأسعار الأرز الأبيض منذ مطلع الشهر الحالى مسجلة 310 دولارات للطن وبالنسبة لأسعار السكر الأبيض فإن أسعاره استقرت عند 507 دولارات للطن بعد سلسلة ارتفاعات لأسعاره منذ شهر مايو الماضى، حيث سجلت متوسطات أسعاره 310 دولارات للطن فى منتصف 2008. فى نفس الاتجاه واصلت أسعار ألبان البودرة (منزوعة الدسم) ارتفاعها عالميا حيث ارتفع سعر الطن من 2150 دولارا للطن فى مطلع 2009 إلى نحو 2663 دولارا حاليا. وحسب التقرير تأرجحت أسعار البترول بين 58 و70 دولارا للبرميل منذ بداية العام حتى الآن فيما عاودت أسعار الغاز الطبيعى ارتفاعها مسجلة 4.9 لكل مليون وحدة حرارية بريطانية بعد أن سجلت أسعاره اتجاها هبوطيا خلال أغسطس وسبتمبر السابقين – وكانت أسعار المليون وحدة حرارية بريطانية قد سجلت بداية 2009 نحو سبعة دولارات. وبالنسبة لأسعار المعادن ذكر التقرير أن أسعار حديد التسليح فى تركيا سجلت متوسطات أعلى من مناطق أخرى رغم الاتجاه الهبوطى لأسعارها حيث سجل سعره فى تركيا 485 دولارا للطن فيما انخفض فى مناطق أخرى إلى 470 دولارا للطن بعد أن كان فى حدود 500 دولار للطن، مطلع العام الحالى، واستقرت أسعار البليت عند مستوى يتراوح بين 425 و455 دولاراً للطن، فيما عاودت أسعار الخردة فى السوق العالمية تراجعها، الشهرين السابقين، لتسجل 278 دولارا للطن مقابل 298 دولارا فى أغسطس الماضى و208 دولارات فى أبريل 2009. قالت الدكتورة سميحة فوزى، مساعد أول وزير التجارة، إن الحكومة تتعامل مع متغيرات الأسعار فيما يتعلق بمشترياتها من السلع المدعمة (سكر وأرز وزيت) بمرونة رغم أنها أحيانا تتخذ قرارات بالغة الصعوبة بعكس ما يتصور الكثيرون لكنها تراعى التوازن بحيث يصدر القرار فى صالح الطرف الأضعف، حيث يمكن للمصدر أو المنتج تحمل مشكلة ولا يمكن للمواطن أو المزارع تحملها. قال أحمد الوكيل، رئيس لجنة متغيرات الأسعار باتحاد الغرف التجارية، لا يمكن تحديد مستوى تأثير تقلبات الأسعار العالمية على الأسعار المحلية، لافتا إلى أن أسعار الشحن لها تأثير على التكلفة، فضلا عن تكلفة التشغيل لكن أسعار الشحن على مستوى العالم لاتزال أقل من العامين السابقين وتتراوح بين 30 و40 دولارا للأمريكتين. أضاف أن توازنات العرض والطلب وعلاقتها بالقوة الشرائية هى العنصر الحاكم لتسعير السلعة فى السوق، مشيرا إلى أنه لا أحد يملك التسعير فأحيانا يبيع المنتج أو المستورد بالخسارة وفى أحيان أخرى يبيع بأقصى سعر، لافتا إلى أن السعر للمنتج النهائى يمثل إفرازا لتفاعلات العرض والطلب وعلاقتها بالقوة الشرائية.