النحس يطارد أعمال تطوير عشش المهاجرين: عشة وقعت.. وأزمة قلبية لرئيس الحى

حالة من الهلع سيطرت على سكان عشش المهاجرين فى شارع مؤسسة الزكاة بالمرج عقب سقوط إحدى العشش على رؤوس أصحابها أثناء العمل بمشروع الصرف الصحى، الذى تنفذه شركة المقاولون العرب بتكليف من حى المرج فى إطار تطوير الشارع بأكمله.
سكان العشش التى تقع على طول شارع مؤسسة الزكاة طالبوا بتوفير محال إقامة بديلة لهم، تحميهم من الإقامة فى الشارع، فى حالة سقوط باقى العشش، مشيرين إلى أن المسؤولين فى الحى سبق أن وعدوهم بشقق تمليك بديلة على الطريق الدائرى، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
إيمان عبدالمولى أمين أكدت أنها فوجئت بسقوط العشة التى تقيم فيها مع زوجها أثناء عودتها من العمل، وعرفت أن الجيران استخرجوا أبناءها من أسفل الهدم وتساءلت قائلة: «نروح فين دلوقت.. ننام فى الشارع، وللا نعمل إيه».
محمد سيد «37 سنة، سائق» أشار إلى شرخ كبير فى حائط العشة التى يقيم فيها قائلاً إنه نجم عن عمليات الحفر التى تتم قريباً منهم، متهما الحى بالتواطؤ مع مهندسى الشركة الذى قال إنهم أنذروهم بإزالة العشش باللوادر لاستكمال المشروع، فى حين قالت أم طه إنها فوجئت صباح أمس بقوة من قسم المرج تتواجد فى المنطقة منذرة إياهم بإخراجهم عنوة من العشش إذا ما طلب مهندسو المشروع ذلك.
وقال رشدى محمد السيد إنه شكا للدكتور حمدى السيد، نقيب الأطباء، نائب مجلس الشعب عن المنطقة، ما يحدث مع سكان العشش، فما كان من الدكتور حمدى إلا أن قال و«أنا هاعمل لكم إيه؟»، فى حين قال محمد سيد إنه توجه من قبل للحى عارضاً على مسؤوليه إيصالات الكهرباء والمياه التى يتم تحصيلها منهم لإثبات وجودهم فى العشش غير أنهم قالوا له إن «الأرض ملك للدولة، ولا كفاءة للمعتدى، وإيصالات النور والمياه ليست دليلاً على الملكية».
السكان أكدوا أن تاريخ العشش يرجع إلى أيام الحروب التى تعرضت لها مدن القناة، وأجبرت السكان هناك على النزوح منها للمدن الأخرى، حيث قَدُمَ عدد منهم للمنطقة، وأقاموا العشش، وسكنوها، ثم توارثوها فيما تلى ذلك من أعوام، عارضين أوراقاً رسمية بعضها بالإيجار، والبعض الآخر بالشراء من وزارة الرى، التى قالوا إن الأرض كانت تابعة لها.
ويشرح عمرو ناشد أحمد «24 سنة» محفظ قرآن، الحكاية بالتفصيل، قائلاً إن التطوير كان يهدف لتوسعة الشارع وتحويله إلى شارع مزدوج، الأمر الذى سيستدعى بالضرورة إزالة العشش الموجودة فى منتصف الشارع، التى يتجاوز عددها ال 300 عشة،
ورغم أن مسؤولى الحى كانوا قد وعدوا السكان بتوفير عشش بديلة فى اللقاءات الجماهيرية التى كانوا يعقدونها، إلا أن أياً مما ذكروه لم يتحقق، ولم يظهر أحد منهم لمتابعة حالة السكان مع أعمال التطوير التى تجرى بالمنطقة، التى أدت لسقوط العشة، خاصة أن رئيس الحى، اللواء أحمد محمد رضوان، كان قد أصيب بنوبة قلبية مفاجئة أثناء تجوله بالحى، نقل على إثرها للمستشفى.