محسن الجلاد له تجربة خاصة فى أسلوب الكتابة، عمل درامى يبدأ بحدث ضخم فى حلقاته الأولى، وهو مسلسل «قضية رأى عام» الذى أثار جدلا واسعا قبل عامين، وقد بدأ العمل بحادث الاغتصاب لثلاث نساء هز المشاهدين فى الحلقة الثانية، ليبقى على متابعة الجمهور طوال الحلقات التالية . محسن يرى أن البدء بأحداث كبيرة يستلزم الحفاظ على تصاعد للأحداث حتى النهاية، ويجب أن يكون ما يليه أكبر فأكبر وهكذا، وليس حدثا كبيرا والسلام، وذلك وصولا إلى الذروة، لكن أن يقدم حدثا كبيرا وبعده مط وتطويل فذلك عيب رهيب، لأن الجمهور لن يقبل حلقة أولى وثانية شديدتين فى أحداثهما، والإيقاع بعد ذلك «واقع»، والقاعدة المعروفة فى الكتابة بشكل عام هى التصاعد الدرامى للحدث، لكن ألا يكون هناك حدث إلا كل 6 أو 7 حلقات فهذا يصرف المشاهد عن العمل، فالعمل الجيد يكون جيدا من أوله حتى آخر لقطة فيه، وليس تقديم حلقة تحتوى حدثا بعدها 15 حلقة سيئة، وذلك لا يعتمد على التسويق أو يرتبط به، لأن منظومة التسويق الجارية حاليا خاطئة أصلا، لأنها تعتمد على اسم النجم وكم سيجلبه من أرباح، وليس كل حدث كبير يصلح لتناوله فى الدراما، فمثلا، شاهدت العام الماضى عملا بدأ بحدث كبير واختطاف للسائحين، ثم ثبت أن هذا الحادث مفتعل وليس له أى دواع أو ضرورة درامية، ولو كان استغنى عنه الكاتب لما تأثر المسلسل، وقد شاهدت هذا العام بعض الأعمال لم أجد حدثا واحدا يحرك الأمور خلال 4 أو 5 حلقات من العمل، وكل 6 حلقات مثلا تتحرك الأمور، أما مسألة وضع الحدث الكبير فى الحلقات الأولى أو تأخيره، فذلك يتوقف على الموضوع، والمهم هو التصاعد الدرامى وتسلسل الحلقات ولذلك يطلق عليه اسم مسلسل، ولو هناك سلسلة ضعيفة لن يتابع الناس، بل سيفقدون حرصهم على المتابعة والتسلسل.