بينما تهاجم بعض الأعمال السينمائية لاحتوائها على مشاهد جنسية أو تلميحات معينة فإن صناع الأعمال التليفزيونية يميلون إلى تمرير قليل من هذه المشاهد فى أعمالهم، إلا أن بعض هذه المشاهد قد يأتى صادما للمشاهد خاصة فى حال طول مدته، فما يزيد على خمس دقائق استغرقها مشهد فى الحلقة الأولى من مسلسل «هالة والمستخبى» يجمع بين ليلى علوى وباسم سمرة الذى يجسد دور زوجها، وتظهر ليلى وهى مستغرقة فى النوم على فراشها بينما يجلس باسم مداعبا إياها وطالبا معاشرتها، وفى جزء من حوار مطول يدور بينهما يقول لها: لأ.. فوقيلى شوية، فتبلغه أنها «تعبانة»، فيجدد طلبه، فتنهض قائلة: «أدينى فقت لك، بس استنى» وتهم بالتوجه للحمام، فيعوقها قائلا: «لأ مش وقت دخول الحمام»، فتقول له: «ياراجل (مزنوقة) شوية»، فيعقب: «ده وقته»، فترد عليه: «طب خلاص مش داخلة»، ينتهى المشهد الملىء بالإيحاءات الجنسية، والتى تواجدت أيضا - ولكن بشكل مخفف وبطريقة التلميح لا التصريح كما فى «هالة والمستخبى» - فى مشهد لم يستغرق سوى 10 ثوان على الشاشة بين جمال سليمان وعبلة كامل فى الحلقة الأولى أيضا من مسلسل «أفراح إبليس» حيث يهم سليمان الذى يظهر شيبا وجدا ليخرج من حجرة نومه بينما تضع عبلة التى تقف أمامه يدها على كتفه فيقول لها إنه سيستحم، فتعلق: أحسن برضه الأول! وهى الإيحاءات التى تكررت فى الحلقة الثانية أيضاً وفى مشهد آخر من مسلسل «تاجر السعادة» تتودد هالة فاخر إلى زوجها الكفيف الشيخ مصباح - خالد صالح - وتسأله إن كانت تعد له الشاى، فيسألها: إنتى لابسة الأحمر؟ يرى الناقد طارق الشناوى أن تغييرا فى نمط الدراما قد حدث خلال السنوات الأخيرة بشكل شجع على تواجد هذه المشاهد فى الأعمال المختلفة، ومشهد مسلسل «هالة والمستخبى» أعتبره خطأ فنيا من صناعه، ولا أحكم عليه رقابيا أو أخلاقيا، فتحفظى فنيا أى كان من الممكن اختصاره وتكثيفه ويؤدى الغرض أيضا، لكنه «يعدى»، وكان لابد من وجوده دراميا. ويعلق حازم الحديدى مؤلف «هالة والمستخبى»: مسألة ان البعض قد يرى أن المشهد طويل، فتلك مسألة نسبية تختلف من شخص لآخر، وليس هناك مقياس لمدة أى مشهد، نحن نقدم زوجين فى مسلسل داخل غرفة النوم، فكيف سيظهران؟ وهما يطبخان؟، إضافة إلى أن الشخصية التى يقدمها باسم لرجل من العشوائيات عاد مسطولا وهو شخص منحرف ومنفلت لا يعرف إلا رغباته، ولا يهمه سوى مزاجه الممثل فى المخدرات والنساء، مثل الناس فى المناطق الشعبية كل همها الكيف والجنس، ويفكرون بمبدأ «مزاجهم ثم مزاجهم»، كما أننى حين أقدم ذلك، فهذا شىء فى صميم الشخصية وقانونها وملامحها التى أعرف بها المشاهد وأقول من خلالها إنه سيفعل كذا وكذا، أى تمهيد للشخصية، كما أننى لن أقدمه هكذا فى باقى الحلقات لأننى قدمته وانتهى الأمر، ثم ماذا احتوى المشهد قال لها «دلعينى.. قوليلى يا مايص»؟، إنها جمل تكشف العلاقة الجيدة بينهما. يضيف الحديدى: هذه رؤيتى وفقا لأهمية ذلك للعمل ككل، واحتياجه له، وهناك أشياء من الضرورى أن تعمل لتخدم الدراما، ولا يصح الحكم على شىء بمعزل عن باقى مفردات العمل وبما سيترتب عليه.