مع تزايد حوادث العنف ضد الأطفال، انطلاقًا من استخدام العقاب البدنى فى التربية، أصدر المركز القومى لثقافة الطفل دراسة فى كتيب بعنوان «محاولة لإيجاد بدائل للعقاب البدنى» وهى دراسة تربوية نفسية أعدها الباحث فيليب فؤاد وأشرفت عليها الدكتورة نبيلة حسن سلام، تناول الباحث مبدأ الثواب والعقاب فى الثقافة الاجتماعية العامة خاصة فى مجال تربية الأطفال، لافتًا إلى ترسيخ مفاهيم خاطئة تعلى من قيمة العقاب على الثواب، وتجعله الوسيلة الأولى التى تلجأ إليها مؤسسات التربية سواء كانت الأسرة أو المدرسة فى التعامل مع الأطفال، وهو ما يظهر جليًا من خلال الحوادث المتتابعة التى تنشر يوميًا فى وسائل الإعلام عن تعرض الأطفال للخطر والتشويه وربما الموت بسبب استخدام العقاب البدنى معهم لتقويم سلوكهم. يطرح الباحث فى البداية الأسباب التى تجعل العاملين فى المؤسسات التربوية يلجأون إلى استخدام العقاب البدنى مع الأطفال، وبعد ذلك يعرض لأحدث الوسائل التربوية التى تستبعد هذه الوسيلة، ويقدم اقتراحات ببدائل أخرى لتقويم السلوك دون اللجوء للعقاب البدنى. ويناقش عدة مفاهيم سائدة فى المجتمع المصرى فى محاولة لتقييمها وإعادة النظر إليها بشكل مختلف منها مفهومنا للخطأ ومفهومنا للتعليم ومفهومنا للعقاب، وتدعو الدراسة إلى اتباع بدائل أخرى غير العقاب البدنى، انطلاقًا من أحدث النظريات والقواعد العلمية فى مجال التربية، أو البحث عن حلول أخرى لعقاب الأطفال ومنها التجاهل وهى وسيلة تربوية لرفض السلوكيات غير المرغوب فيها، والامتلاء والكف بأن يترك المربون الأطفال يمارسون الفعل غير المرغوب فيه مرارًا وتكرارًا حتى يكفوا عنه من تلقاء أنفسهم، وهناك وسيلة المكاشفة بالتحدث مع الطفل وسؤاله هل هذا يليق، هل يصح، ولكن دون التلويح بالعنف حتى لا يضطر الطفل إلى الكذب ونفى الفعل، وهناك وسيلة أخرى هى التكليف الإيجابى المفاجئ، بتكليف الطفل بأن يقوم بعمل إيجابى يملأ به الوقت الذى كان يقضيه فى الفعل الخاطئ، ويفضل تكليفهم بأفعال يحبونها ويتوقون إلى فعلها، كما يضع الباحث عدة قواعد فى محاولة لضبط الأفعال فى الاتجاه الصحيح على أن تتسم هذه القواعد بالوضوح والمتابعة والتطبيق الدائم، وأن تكون عواقب مخالفتها فعالة ومفيدة وأن يشارك الأبناء والطلاب فى وضع هذه القواعد والضوابط.