مصر بين الرحالة والمؤرخين..

عن سلسلة هوية المكان التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة صدر حديثا كتاب «مصر بين الرحالة والمؤرخين» للكاتب والروائى حمدى البطران، يذكر المؤلف فى المقدمة أنه احتار فى تحديد نوع الكتاب، إن كان تاريخيا أو أدبيا، إلا أنه اختار أن يصنف الكتاب على أنه «كتابة على هامش التاريخ»
وذلك لأن موضوعه بعيد عن متن التاريخ وصلبه، فلا تعنيه الوقائع، من حيث كونها وقائع تسرد تفاصيل ما مضى، ولكن تعنيه من الوقائع مدلولاتها وقدرتنا على قراءتها فى الوقت الحاضر، ويرصد البطران ما نقله «الرحالة» أصحاب القسم الأول من الكتاب،
وكذلك ما ذكره «المؤرخون» أصحاب القسم الثانى، حيث توقف فى كل قسم عند أهم ما تناوله كل منهما، كما يرى الكاتب أن بعض هؤلاء قد بالغوا فى وصف بعض أحداث التاريخ، وربما تأثروا بفكرة الأساطير التى نسجوها عن التاريخ القديم، فكتبوا ما يروق لهم ووصفوا الشعب المصرى بأقبح صفات يمكن أن يصفوا بها شعباً دون أن يقصدوا،
ويشير البطران إلى أن بعض الوقائع فى الكتاب فضل أن يكتبها بنفس الأسلوب الذى كتبت به، ولم يحاول حتى مجرد الإشارة إلى المعنى الذى يقصده، حتى يكون القارئ معه وهو يقرأ له، يؤكد البطران أن كتابه الذى يقع فى 190 صفحة من القطع الكبير، هو مجموعة اختيارات حرة لبعض الكتب التى كانت بمكتبته الشخصية، آثر أن يضعها أمام القارئ لا لمجرد التسلية وتمضية الوقت، ولكن للتأمل فى واقع كنا نعيشه، وأصبحنا فى واقع ربما أفضل منه.