بعد سلسلة من الجوائز عن فيلم «الحياة وردية»، أبرزها «أوسكار» و«بافتا» و«جولدن جلوب» و«سيزار» عام 2008 كأفضل ممثلة، حيث جسدت شخصية أسطورة الغناء الفرنسى الشهيرة فى الخمسينيات من القرن الماضى «إديث بياف»، تقدم الممثلة الفرنسية «ماريون كوتيار» انطلاقتها الحقيقية فى هوليوود بعد عامين من الغياب عن الوقوف أمام الكاميرات فى فيلم «جمهور الأعداء» الذى بدأ عرضه مؤخراً فى أمريكا. تجسد «ماريون» فى «أعداء من العامة» دور «بيللى فريشيت» صديقة أحد المجرمين «جون ديللينجر» فى ثلاثينيات القرن الماضى. الفيلم مأخوذ عن كتاب مستوحى من أحداث حقيقية كتبه «برايان باروا» باسم «أكبر موجة جريمة أمريكية وميلاد مباحث التحقيقات الفيدرالية 33-1934»، حيث يحاول عميل ال FBI «ميلفن بورفيز» تتبع عصابة خطيرة يقودها ثلاثة من عتاة المجرمين روعوا الولاياتالمتحدة فى ثلاثينيات القرن الماضى، واحتجزوا عدة رهائن خلال عمليات سطو مسلح على البنوك وشركات المصارف والمحال التجارية، والمجرمون هم «جون ديللينجر»، و«بيبى فيس نيلسون» و«بريتى بوى فلويد»، للقبض عليهم، بينما تدور بينه وبين «ديللينجر» معركة شهيرة بالأسلحة النارية. ويجسد «كريستيان بيل» دور عميل ال FBI، و«جونى ديب» دور «جون ديللينجر»، و«تشانينج تاتوم» فى دور «بريتى بوى فلويد»، ويشارك فى بطولة الفيلم «إيميلى دى رافين» و»ستيفن دروف» و«لى لى سبويسكى». وكان من المقرر تقديم حلقات تليفزيونية عن هذه الأحداث، تشارك فى إنتاجها شركة HBO و«روبرت دى نيرو»، وقد باع الكاتب «برايان باروا» حقوق الأداء العلنى للشركة للعمل على الحلقات، إلا أنه عاد ووجد أن الأنسب تقديم هذ الأحداث فى كتاب طرحه للنشر عام 2004، وطلب من HBO إعادة حقوق ملكية تحويل هذه الاحداث إلى عمل فنى، فوافقوا ليعيد «باروا» بيع حقوق تحويل هذه الأحداث إلى عمل فنى بعد الكتاب. وتلقى عروضاً كثيرة لتقديمه من الشركات الإنتاجية، وكان أبرزها من شركتين يمتلكهما المخرج «مايكل مان»- الذى تولى إخراج الفيلم- والممثل «ليوناردو دى كابريو» الذى جمّد مشروع الفيلم لمدة 3 سنوات، ثم فوجئ «باروا» بانسحابه ومشاركته فى فيلم جديد ل«مارتن سكورسيزى» باسم «باب الجزيرة»، وتحمس «مايكل مان» لتقديم الفيلم وشارك فى إنتاجه وفى كتابة السيناريو مع «رونان بينيت»، وجرى تصويره فى عدة مدن أمريكية وبعض المناطق التى شهدت الأحداث والمعركة بين رجال العصابات والFBI. أصعب ما واجه «ماريون» فى تقديم الشخصية هى اللكنة، حيث قضت 4 أشهر قبل بدء التصوير للتدرب على نطق لكنة سكان الولايات فى وسط أمريكا، وبمعدل ساعتين يومياً كى لا تطغى لكنتها الفرنسية على نطقها للحوار، وفى ذلك تعلق: كنا نريد التخلص من اللكنة الفرنسية تماماً، وهذا تحد كبير لى، خاصة اننى أستعد لتصوير عمل آخر بعد انتهائى من هذا الفيلم، والشخصية لفتاة فرنسية لكنتها إنجليزية، لكن ذلك لن يعوقنى عن تقديمها، وهذه الصعوبات والمتاعب فى أداء الشخصيات هى التى تضفى بعداً ومذاقاً خاصاً يشجع على خوض المغامرة كل مرة. «ماريون»- 33 عاماً- ولدت فى باريس ونشأت فى أمريكا، وعرفت طريقها إلى التمثيل منذ الصغر حيث ورثت عن والديها المخرج المسرحى «جون كلود كوتيار» والممثلة «نسيما» الفن، وشاركت فى طفولتها فى عرض من إخراج والدها، إلى أن بدأت شق طريقها بمفردها فى السينما منتصف التسعينيات، لكنها لم تعرف طريق الشهرة إلا فى أواخر تلك الفترة، عندما ظهرت مع «لوك بيسون» فى فيلم «تاكسى» 1998، الذى لاقت عنه استحسان النقاد، وتزايد نجاحها مع أدوارها اللاحقة، خاصة حين قدمت شخصيتى توأم تحصل إحداهما على حياة الأخرى عندما تتوفى فى حادث، وذلك فى الفيلم الفرنسى «الخيارات الحلوة». ومع ترسيخ قدمها فى موطنها كان حرص «ماريون» على التواجد فى هوليوود، كما فى فيلم «سمكة كبيرة» للمخرج «تيم بيرتون» 2003، الذى قدمها لأول مرة لجمهور الأفلام الناطقة بالإنجليزية، «أحبنى إن جرأت»، و«خطوبة طويلة جداً» الذى حصلت عنه على جائزة «سيزار» كأحسن ممثلة مساعدة، ثم اختارها المخرج «أوليفييه داهان» لبطولة «الحياة وردية».