مخاوف من صعوبة اختيار أفلام جيدة.. وفئة «أفضل إخراج» ستصبح المنافسة الحقيقية.. والأفلام الخمسة المرشحة هى.. عبارة شهيرة يرددها النجوم المقدمون لحفلات أكاديمية العلوم والفنون الأمريكية المانحة لجوائز الأوسكار التى تقام سنوياً على مسرح «كوداك»، وهى العبارة التى لن يسمعها جمهور حفل الدورة (83) فى العام المقبل بعد قرار الأكاديمية زيادة عدد الأفلام المرشحة فيما بعد إلى عشرة أفلام، لتعود إلى ما كانت عليه أواخر الثلاثينيات من القرن الماضى، وتحديداً خلال الفترة بين عامى 1931 و1943، والتى كان أشدها منافسة فى عام 1939، حيث كان أحد كلاسيكيات السينما الأمريكية «ذهب مع الريح» من بين الأفلام العشرة المتنافسة. كان «سيد جانيس» رئيس الأكاديمية قد أعلن عن ذلك فى مؤتمر صحفى الأربعاء الماضى، وقال: سيكون ذلك أكثر تشويقاً، لكنه أقل هدوءً أيضا، حيث ستزداد المنافسة صخباً وسخونة، كما أن دائرة الأعمال المتنافسة تتسع وقد تكون أفلاماً وثائقية أو رسوماً متحركة، أو ناطقة بلغة أجنبية، وربما كوميدية أيضاً، فى حين أن الأفلام التى تنتمى لنوعية الفئات الثلاث (الوثائقية والرسوم المتحركة الطويلة والناطقة بلغة أجنبية) كانت تحرم من المشاركة فى منافسات أفضل فيلم، لمنافستها فى إحدى هذه الفئات، وهو ما لم يعد قائماً حيث أصبح الباب مفتوحاً أمام أى فيلم للمنافسة فى فئة أفضل فيلم. وأضاف «جانيس»: الأفلام المستقلة أيضاً ستكون لها فرصتها فى المشاركة، حيث الأمر متاح لمثل هذه الأعمال محدودة التكلفة والإنتاج، كما أن الأمر مفيد للسوق السينمائية بشكل كبير، فعبارة «مرشح للأوسكار» على بعض الأفلام تغرى الجمهور لدخول دور العرض ومشاهدتها، وبالتالى يستفيد المنتجون وصناع الأفلام ومالكو دور العرض أيضاً. وأوضح «جانيس» أن هذا التعديل كان اقتراحاً للمنتجين بالأكاديمية «بل كوندون» و»لورانس مارك»، وهو التفكير الذى كان سائداً ولاقى قبولاً كبيراً لدى غالبية أعضاء الأكاديمية. وأشار «جانيس» إلى أن هذا التغيير يأتى بعدما يزيد على ستة عقود مما كان متبعاً فى الأكاديمية من اختيار عشرة أفلام لترشيحها لمنافسة أفضل فيلم، وبعد اتهامات طاردت مسؤولى وأعضاء الأكاديمية فى السنوات الأخيرة باختيار أفلام «نخبوية» للمشاركة فى بعض المنافسات ومنحها الجوائز، فى حين هاجم كثير من وسائل الإعلام والعاملين فى صناعة السينما دورة العام الماضى إغفال أعضاء الأكاديمية لأفلام لها جماهيريتها وتجاهل منحها للجوائز فى الفئات الكبرى مثل فيلم «الفارس الأسود» (آخر أجزاء سلسلة «باتمان») وفيلم الرسوم المتحركة «وال-إى»، كما أن البعض يرى ترشح وفوز أفلام جماهيرية يزيد من الالتفاف حول الأوسكار ومتابعة حفله، وبالتالى ارتفاع نسبة مشاهدته وإيراداته ومكاسب الفضائيات التى تبثه حول العالم. يذكر أن هذا التعديل سيكون الوحيد فى منافسات الأفلام فى الفئات المختلفة، خاصة فئة أفضل مخرج، التى ستصبح أكثر جاذبية كما يرى المحللون فى هوليوود، لأنها ستعنى تركيز المتابعين مع المتنافسين فيها بشكل أكبر عن كل عام، ولأنها ستعكس المنافسة الحقيقية، وتسحب الأضواء من منافسة أفضل فيلم، خاصة أنه من النادر أن يتنافس المخرجون فى فئة أفضل إخراج وتتنافس أفلامهم فى فئة أفضل فيلم، بينما يتوقع المحللون أن تكون منافسات فئتى «أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية» و»أفضل فيلم وثائقى» أقل فى جاذبيتها وسخونتها للمتابعين والمنافسين أيضا بعد هذا التعديل. وبموجب هذا التعديل سيكون مطلوباً من إدارة الأكاديمية كما يرى بعض المحللين اتخاذ بعض الإجراءات المناسبة، منها زيادة عدد مقاعد المرشحين فى فئة أفضل فيلم والمخصصة لهم داخل قاعة الحفل، إضافة إلى طول فقرة عرض الأفلام المرشحة لزيادة اللقطات المعروضة من الخمسة أفلام التى تمت إضافتها للفئة، ورأى قليل من خبراء هوليوود أن الأمر سيزداد صعوبة لاختيار 10 أفلام جيدة المستوى لترشيحها، وأيضا صعوبة اختيار واحد فقط من بينها، بينما يرى آخرون أن الأفلام الجيدة فى هوليوود والقابلة للترشح تصل إلى 300 فيلم سنوياً، وقال رأى آخر أن أى فيلم سيحتاج نسبة 11% فقط من أصوات أعضاء الأكاديمية للفوز، إضافة إلى أن صعوبة اختيار الفيلم الفائز كانت تصل إلى ذروتها مع اشتداد المنافسة بين فيلمين أو ثلاثة فى ظل المنافسة بين خمسة أفلام، والأمر سيزداد صعوبة مع زيادة الأفلام المتنافسة إلى عشرة.