منذ زمن الفراعنة ونحن نعشق شطب إنجازات المسؤول السابق، وبعد أن كانت تهدم مسلات الفرعون السابق أو تكشط أو يشطب المكتوب عليها ويكتب عكسه، أو تغير معالم معبده أو تسرق عظامه أو يسلب تابوته من مقبرته، صار، الآن، يتم تجريسه إعلامياً وفضائياً، ويتم رجمه ورجم كل عصره البائد بأحجار نكران الجميل، وقد حاول بعض مسؤولى التعليم السابقين إنقاذ ما يمكن إنقاذه من نظام التعليم المهترئ القائم على الحفظ والتلقين والسبورة والطباشير إلى عصر الكمبيوتر، بالطبع كان ينقصهم الكثير من بديهيات الابتكار وخلق العقل النقدى وعدم التوقف عند محطة رخصة الكمبيوتر وتجاوزها إلى الفكر الذى أبدع الكمبيوتر ولكنها كانت بداية تستحق التشجيع، ولكن حتى هذه البداية تم إجهاضها وهذا ما عرفته من خلال تلك الرسالة التى تنعى إلينا مشروع التطوير التكنولوجى فى وزارة التربية والتعليم. تقول الرسالة: أنقذوا مسيرة وعرق ومجهود (15) عاماً هى مسيرة التطوير التكنولوجى بوزارة التربية والتعليم، فالتطوير حمل لواء التغيير والتحديث بالوزارة، وإضافة الإمكانيات التكنولوجية للوزارة وتثقيف وتدريب جميع العاملين بها على كل ما هو جديد من وسائل التكنولوجيا التى تساعد على رفع كفاءة العاملين بالوزارة وبالتالى كفاءة العملية التعليمية، فالتطوير التكنولوجى يدير المشاريع التكنولوجية التى أنشأتها الوزارة أو التى تدخل فيها الوزارة كشريك مع الشركات العالمية ومن تلك المشروعات: شبكة التدريب عن بعد أو الفيديو كونفرانس، تدريب وتأهيل المعلمين على ICDL الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر، مشروع INTEL التعلم من أجل المستقبل، أكاديمية سيسكو العالمية، مشروع أوريكال لقواعد البيانات، مشروع SMS أو الإدارة المدرسية، شبكة المعلمين المبدعين، التعليم الإلكترونى والتعلم عن بعد، صيانة أجهزة الحاسب SOFTWARE والمعدات بالمدارس وصيانة شبكات الحاسب بالمدارس. هذا بعض وليس كل ما يقوم به التطوير داخل الوزارة ولكن كل ذلك توقف، وتم إغلاق جميع مراكز التطوير والأقسام التابعة لها بالإدارات التعليمية وبالتالى توقفت كل تلك المشروعات، أجهزة بالملايين توقفت عن العمل، لا صيانة ولا إشراف، معامل بها آلاف الأجهزة المخصصة للتدريب تم إغلاقها فلا أحد موجوداً لإدارتها، مراكز اختبارات الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر التابعة للوزارة تم إغلاقها فلا أحد موجوداً لإدارتها، أجهزة عاطلة بالمدارس لا تجد من يقوم بصيانتها فأصبحت بلا قيمة، كل ذلك لماذا يا سادة!، السبب قيام السيد الأستاذ الدكتور/ رضا أبوسريع، مساعد أول الوزير، بإصدار كتاب دورى رقم 2 لسنة 2009 الذى تسبب فى تفريغ جميع مراكز التطوير بالمديريات والإدارات التعليمية من الإخصائيين العاملين بها وبالتالى توقف كل ذلك.. لمصلحة من يحدث ذلك كله؟! رجاء أفيدونى لمصلحة من؟!.