حادث «فورت هود» يفاقم خطاب «الإسلاموفوبيا».. وأوباما يحذر من تسييسه

تسبب حادث قاعدة فورت هود العسكرية الأمريكية الذى نفذه طبيب فى الجيش الأمريكى من أصل فلسطينى وأسفر عن مقتل 13 جندياً أمريكياً وإصابة 40 آخرين، فى إطلاق موجة من العداء للإسلام فى الولايات المتحدة، قام بها كُتاب وإعلاميون ورجال دين أمريكيون معادون للإسلام.
وشن القس والمبشر الإنجيلى المعروف بات روبرتسون فى برنامجه الشهير «نادى ال700» هجوماً شديداً على الإسلام، وطالب بمعاملة المسلمين كما تتم معاملة الفاشيين أو الشيوعيين، وقال روبرتسون: «الإسلام.. كنت سأقول إنه دين عنيف، لكنه ليس ديناً، إنه نظام سياسى عازم على إسقاط حكومات العالم والهيمنة على العالم».
وأضاف روبرتسون - وهو صاحب تاريخ من التصريحات المسيئة للإسلام والنبى محمد - : «أعتقد أنكم ينبغى أن تعاملوا الإسلام هكذا، وأن تعاملوا مناصريه هكذا، تماماً كما يمكن أن نتعامل مع أعضاء حزب شيوعى أو أعضاء منظمة فاشية».
بدوره، قال الكاتب المحافظ كال توماس، الذى يعتبر من أبرز الإعلاميين المعادين للإسلام إن وجود المسلم فى الجيش الأمريكى يشبه «قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار».. وكان توماس وصف المسلمين فى الغرب بأنهم «سرطان ينتشر ببطء»، وينشرون ثقافة الكراهية.
وطالبت جمعية الأسرة الأمريكية، وهى منظمة يمينية محافظة، بحظر دخول المسلمين إلى الجيش، وفى مقال بعنوان «لا مزيد من المسلمين فى الجيش الأمريكى» قال بريان فيشر، مدير المنظمة: «أقول إنه حان الوقت لإيقاف الممارسة الخاصة بالسماح للمسلمين بالخدمة فى الجيش الأمريكى، والسبب بسيط، وهو أنه كلما كان المسلم ملتزما، مثّل تهديداً أكبر للأمن القومى».
وتعليقاً على تزايد الخطاب المعادى للإسلام بعد حادث فورت هود، دعا مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «كير»، القيادات الدينية والسياسية الأمريكية لمواجهة تيار الإسلاموفوبيا المتنامى بعد الحادث، وقال نهاد عوض، المدير التنفيذى ل«كير»: «المتطرفون الذين يسعون لاستغلال مأساة فورت هود يسيئون لبلدنا، ولقيم العدالة والاندماج التى تأسست عليها».
وبدوره، حذر الرئيس الأمريكى باراك أوباما من تسييس الحادث، وقال فى خطابه الإذاعى الأسبوعى للأمريكيين: «أعرف أيضاً أنه سيكون هناك استجوابات من جانب الكونجرس، وينبغى أن يكون»، وقال محذراً: «لكننا جميعا ينبغى أن نقاوم سعى تحويل هذه الواقعة المأساوية إلى مسرح سياسى يهيمن أحيانا على النقاش هنا فى واشنطن.
 والمخاطر كبيرة إلى حد بعيد»، وأعرب أوباما عن ثقته بتطبيق العدالة فى الحادث، وقال إنه التقى فى البيت الأبيض قيادات الجيش والاستخبارات وطلب منهم عمل مراجعة كاملة للأحداث التى أدت إلى حدوث إطلاق النار، «لجمع كل معلومة تم التوصل إليها عن المسلح، ويجب أن نعرف ما الذى تم اتخاذه بالنسبة لتلك المعلومة».
وأضاف الرئيس الأمريكى أنه بمجرد التوصل إلى حقائق، فلا بد من التصرف على أساسها.بينما تعهد السيناتور اليهودى البارز جوزيف ليبرمان، المستقل عن ولاية كوناتيكت، بفتح تحقيق فى الكونجرس حول ما إذا كان هناك دور للمعتقدات الإسلامية عند مرتكب الحادث فى ارتكابه الواقعة.