كان من أحداث مهرجان دبى السينمائى الدولى السادس، الذى اختتم أعماله الأسبوع الماضى العرض الأول لفيلم «الزنديق» أحدث أفلام فنان السينما الفلسطينى العالمى ميشيل خليفى، والذى يعتبر رائد السينما الفلسطينية بكل معنى كلمة رائد، فقد بدأ صفحة جديدة فى تاريخ هذه السينما عندما صور أول أفلامه «الذاكرة الخصبة» على أرض وطنه فلسطين عام 1980، وكان أول فيلم يصور على هذه الأرض يخرجه فنان فلسطينى منذ إقامة إسرائيل عليها عام 1948، واستطاع بموهبته أن يفرض على العالم وجود سينما فلسطينية. أسس ميشيل خليفى شركة فى الأراضى الفلسطينية المحررة، وجعلها شركة المنشأ لفيلمه الجديد المشترك مع ثلاث شركات أخرى فى بريطانيا وبلجيكا والإمارات العربية المتحدة، وهى مبادرة فى الاتجاه الصحيح على كل المستويات، فما دامت هناك أراض فلسطينية محررة يجب إنشاء الشركات فيها لإنتاج الأفلام لتكون فلسطينية، وعلى كل سينمائى فلسطينى إذا أراد أن تعتبر أفلامه فلسطينية أن يفعل ذلك، وهذا هو الحد الأدنى لدعم السلطة الوطنية على الأرض المحررة، إن لم يكن بالعودة إليها، وعلى هذه السلطة أيضاً أن تدعم الفنان الفلسطينى بكل الأشكال والوسائل. كان من المقبول قبل وجود هذه السلطة نسبة الأفلام الفلسطينية إلى هوية مخرجيها الثقافية حتى لو كانت من الإنتاج غير الفلسطينى، فلم يكن هناك اختيار، ولكن بعد وجود هذه السلطة أصبح من الممكن الاختيار، ومن ناحية أخرى يشهد «الزنديق» أول تعاون بين خليفى وبين محمد بكرى، الذى يقوم بالدور الرئيسى، وهو تعاون طال انتظاره بين المبدعين الكبيرين، وانتظرته شخصياً من الصديقين العزيزين. وفى أول نقد نشر عن الفيلم يوم الاثنين الماضى فى «فارايتى» قالت إليسا سيمون بعد مشاهدته فى دبى إنه «صعب فى متابعته ومجهد فى مشاهدته، لأن أسلوبه لا يفرق بين الواقع الذى يعيشه بطله وما يدور فى رأسه»، وتكتب الناقد الكبير كمال رمزى فى مقاله الأسبوعى يوم الأربعاء فى «الشروق» إن مشاهد الفيلم تتوالى «حاملة معها أكثر من مغزى، بالغة الثراء فنياً و«فكرياً»، يتوغل فى قلب الواقع بتلك المقاطع التسجيلية عما لاقاه عرب 48 من عنت، ويختتم مقاله قائلاً «إنه فيلم كبير وثرى ومهم بحق». [email protected]