في مقال له على هامش إصدار فيلمه الأخير Savages، تحدث المخرج الكبير «أوليفر ستون» عن السنوات الأولى من مسيرته السينمائية، والأحداث الكبرى التي كونت رؤيته للحياة وجعلته في النهاية مخرجاً حصل على جائزة الأوسكار مرتين وواحداً من أهم رموز السينما الهوليوودية في الثمانينيات. وكتب «ستون» أن تجربة مشاركته في «حرب فيتنام» ضمن الجيش الأمريكي هي الأهم والأكثر تأثيراً في حياته كلها، ويمكن رؤية أثرها في كل فيلم من أفلامه، التواجد في مدرسة داخلية بعد وفاة الوالدين، قراره بالتطوع في الجيش بسبب ضيق الفرص المتاحة بالنسبة له والعائد المجزي من العسكرية الأمريكية، ثم إدراكه بعد ذلك أنه ذهب إلى الجحيم ولا شيء أقل من ذلك. «كان وقتاً صعباً وموحشاً، يمكن رؤية الناس وهم يفقدون إنسانيتهم، يتجهون إلى الجنون، يقتلون بعضهم ويتناولون المخدرات بشراهة كي يغيبون عن الوعي، وكان الحفاظ على نفسي وسط كل هذا أمراً لا يصدق». ومع العودة إلى أمريكا وترك الجيش، بدأ «ستون» في دراسة السينما في «جامعة نيويورك» عام 1973، حيث أشرف على دراسته المخرج –الشاب حينها- «مارتن سكورسيزي»، والذي يقول «ستون» أنه «علمني كل شيء عرفته في حياتي، كان قادراً على استخراج الطاقة مننا لنقدم أشياءً مذهلة». ومع بدء إخراج الأفلام وحصوله على فرص إنتاجية، كانت تجربة «فيتنام» هي الأمر الوحيد العالِق في عَقل «ستون»، ليقدم عنه العديد من الأفلام، على رأسها فيلميه الذي حصل من خلالهم على أوسكار أفضل مخرج Platoon وBorn on the Fourth of July، أو أعمال أخرى لامس من خلالها وتر فيتنام وتلك المرحلة التاريخية الدقيقة من تاريخ أمريكا مثل Nixon أو JFK. وأشار «ستون» إلى أن فيلمه الأخير Savages، الذي يتناول من خلاله المخدرات وتجارتها بين الولايات والدول المجاورة، يعتبر هو الآخر إلهاماً من تجربة «فيتنام»، حيث عرف حينها عن قرب أثر المخدرات والجنون الذي يدفع الناس إليها هرباً إلى جنونٍ جديد.