روى الشاب الهولندى جاسبر شورينجا «بطل» الرحلة 253، الذى تصدر اسمه جميع وسائل الإعلام الأمريكية، كيف انقض على الراكب النيجيرى الذى حاول تفجير الطائرة الأمريكية خلال رحلة بين أمستردام وديترويت، وقال - رغم تأثير الحروق التى أصيب بها خلال العملية فى يده اليمنى جراء انقضاضه على منفذ الهجوم الانتحارى الفاشل - : «عندما تسمع دوى انفجار على متن طائرة تستيقظ، صدقنى. لذلك قفزت، لم أفكر، ذهبت إلى هناك وحاولت إنقاذ الطائرة». فقبل 40 دقيقة من هبوط الطائرة فى ديترويت نهض الراكب النيجيرى عمر الفاروق من مقعده منتصف مقصورة الدرجة الثانية وتوجه إلى مرحاض الطائرة حيث أمضى نحو 20 دقيقة، وبحسب وثائق قضائية نشرتها وزارة العدل الأمريكية فإن «عبدالمطلب، لدى عودته إلى مقعده، قال إنه يشكو من ألم فى معدته وغطى نفسه ببطانية»، وما هى إلا لحظات حتى توالت الأحداث، فسرعان ما سمع الركاب دوى انفجارات «تشبه المفرقعات»، وانتشرت فى المقصورة رائحة حريق، فى حين رأى الركاب الجالسون قرب الشاب النيجيرى النار تشتعل فى بنطاله وفى متن الطائرة، وكانت المتفجرات شديدة القوة مخبأة فى سرواله الداخلى. وفى هذه اللحظات تدخل شورينجا وهو مخرج أفلام واصل رحلته إلى ميامى حيث كان جالسا فى الصف الأيمن من مقاعد الطائرة عن المتهم النيجيرى فانقض عليه وقال «عندما رأيت النيران قد اندلعت فى المتهم ارتعبت طبعا، ولكن من دون تردد قفزت فوق المقاعد، لأننى أدركت أنه يحاول تفجير الطائرة»، وقال: «لقد قفزت عليه، ورحت أفتشه بحثا عن متفجرات ومن ثم أخذت منه ما كان يحاول إذابته وإشعاله وحاولت إطفاءه. وبينما كنت أفعل ذلك كنت ممسكا به، وعندها أخذت النيران تشتعل فى المقعد». وأضاف أن المتهم «كان بحوزته شىء ما مخبأ فى بنطاله وعلى ما يبدو فقد سال على الأرض واندلعت النيران فى وسادتين بسرعة والجميع كان مذعورا»، مؤكدا أن «ركاباً آخرين ساعدونى فى إطفاء النيران بجلب المياه مع أفراد الطاقم الشجعان جدا»، وأضاف: «لقد قبضت على المتهم بمساعدة أحد أفراد الطاقم واقتدناه إلى مقصورة الدرجة الأولى، وهناك نزعنا عنه ثيابه وكبلنا يديه وتأكدنا من أنه ليس بحوزته أسلحة أخرى أو متفجرات»، وأضاف أن المتهم ظل هادئا طوال الوقت ولم يحاول المقاومة، لكنه كان يرتعد بعد أن فشلت محاولته، وتمت السيطرة عليه، وبعدها دخل قبطان الطائرة مقصورة الدرجة الثانية وأخبر الركاب بما جرى. تحول الشاب الهولندى إلى «بطل» فى الولاياتالمتحدة، ولم تمض 30 ساعة على مبادرته الشجاعة حتى أصبح لديه مشجعون على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» بلغ عددهم ظهر أمس الأول 900 شخص فى 4 مجموعات. وكتبت مارايا هولاند فى إحدى المجموعات إلى شورينجا: «لقد خاطرت بحياتك لإنقاذ حياة الآخرين، أنا ممتنة لك، حتى إن لم أكن على متن الطائرة، لأنك أعطيتنا الأمل وأريتنا الطريق الواجب سلوكه فى مثل هذه الظروف. شكرا لك، شكرا، شكرا».