حثت الحكومة الفرنسية على التحلي بضبط النفس بعد أن أعلنت مجلة أسبوعية ساخرة اعتزامها نشر رسوم كاريكاتيرية للنبي محمد، الأربعاء. وتشتمل الرسوم المقرر نشرها في الصفحات الداخلية من المجلة سلسلة من الصور بعضها رسوم كاريكاتيرية عارية تسخر من النبي محمد. واتهم المجلس الفرنسي الإسلامي، وهو الهيئة الرئيسية التي تمثل المسلمين في فرنسا، «شارلي إبدو» بإلهاب المشاعر المعادية للمسلمين في مثل هذا الوقت العصيب. وكان مدير تحرير «شارلي إيبدو»، ستيفان شاربونييه، الشهير ب«شارب»، أعلن أن المجلة الأسبوعية الساخرة ستنشر في عددها الذي سيصدر الأربعاء رسوما كاريكاتورية للنبي محمد. وقال مدير المجلة، ردًا على سؤال لقناة «آي- تيلي»، إن «هذه الرسوم قد تصدم الذين يريدون أن يصدموا عبر قراءة صحيفة لا يقرؤونها على الإطلاق». واعتبر «شارب» أن «الرسوم التي ستنشر في صفحة داخلية، وفي الصفحة الأخيرة ليست مستفزة أكثر من العادة»، متسائلا: «هل حرية الصحافة استفزاز؟». ونشر الموقع الإلكتروني للمجلة صورة غلاف العدد الجديد، وعليه رسم كاريكاتيري موقع باسم «شارب»، يصور فيه رجلا مسلماً جالساً على كرسي نقال يجره رجل يهودي متشدد، وقد حمل الرسم الساخر عنوان «ذي انتاتشيبلز»، أو «الذين لا يمسون»، في استعارة لعنوان فيلم أمريكي شهير كانت مجلة «شارلي ايبدو» نشرت في نوفمبر 2011، رسوما «مسيئة» للرسول، وتعرض مقر المجلة لهجوم بقنابل «المولوتوف» أدى إلى احتراقه جزئيا، كما تعرض الموقع الإلكتروني للمجلة للقرصنة، واضطرت المجلة إلى إغلاقه نهائيا بعد هجوم شرس شنه قراصنة جزائريون ومغاربة بالاشتراك مع مجموعة «جي فورس» الباكستانية. وسئل وزير الخارجية، لوران فابيوس، عن خطة «شارلي إبدو» لنشر الرسوم فقال «أي استفزاز الآن لا بد من إدانته». وقال رئيس الوزراء جون مارك آيرولت في بيان «في المناخ الحالي يود رئيس الوزراء أن يشدد على استهجاته أي مغالاة ويدعو الجميع إلى التصرف على نحو رشيد». وتعيش في فرنسا أكبر طائفة إسلامية في أوروبا.