أكد رئيس الوفد المصري لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خالد شمعة، سفير مصر لدى النمسا، وممثلها أمام المنظمات الدولية، الثلاثاء، أن منطقة الشرق الأوسط تعد حالة خاصة بالنسبة لجهود المجتمع الدولي الهادفة إلى السيطرة على السلاح النووي، لافتا إلى أن هذا الموقف يتضح من التوافق الذي أبدته الدول المشاركة في مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي عام 2010 والقرار الخاص بتنظيم مؤتمر لمناقشة إنشاء منطقة خالية من السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل في عام 2012، مطالبا هيئة الطاقة الذرية بالمساهمة في الإعداد لتنظيم هذا المؤتمر. وأعلن السفير «شمعة»، أن مصر ترغب في التقدم بمشروع قرار لتطبيق معاهدة منع الانتشار النووي في منطقة الشرق الأوسط، انعكاسا للاهتمام الدولي المتزايد لتحقيق عالمية المعاهدة، من خلال انضمام إسرائيل إلى المعاهدة وخضوع جميع منشآتها لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك خلال كلمة مصر التي ألقاها أمام المؤتمر السنوي العام 56، المنعقد حاليا بمقر منظمة الأممالمتحدة، بالعاصمة فيينا. وأكد أن مصر ترحب بالتطور الإيجابي إزاء مصداقية الوكالة نحو تحقيق الهدف الخاص بإنشاء منطقة شرق أوسط خالية من السلاح النووي، وتطبيق اتفاقية منع الانتشار النووي على المنشآت النووية في الشرق الأوسط، منتقدا عدم اتخاذ إسرائيل أي خطوات في هذا الشأن، وشدد على ضرورة التعاطي مع القرار الصادر في هذا الشأن لتحسين الأمن والسلام في المنطقة ، لافتا أن الوكالة هي الطرف المعني بتنفيذ إجراءات التحقق. كما أعرب السفير «شمعة» عن تقدير مصر للجهود التي تقوم بها الوكالة لتحقيق الهدف الخاص بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط وجهودها للاستفادة من تجارب المناطق المنزوعة الأسلحة النووية، داعيا إلى تطلع مصر لاستكمال الجهود في هذا الشأن. وأشار رئيس الوفد المصري لدى الوكالة الدولية إلى مشاركة مصر في العديد من المؤتمرات التي تناقش مسألة الأمان النووي، ومشاركتها على المستوى الإقليمي في مشروعين لدعم تنفيذ معايير الأمان النووي ودعم الموارد البشرية في الدول الأفريقية. كما لفت إلى تنظيم مصر مؤتمراً إقليميا للدول العربية في يونيو الماضي، لمناقشة تحسين سبل الحماية وتبادل المعلومات في مجال الأمان النووي بالتعاون مع هيئة الطاقة الذرية. ووجه التهنئة لرئيس المؤتمر سفير أورجواي، كارلوس باروز أوريرو، والدول الأعضاء في أمانة رئاسة المؤتمر، متمنيا لهم النجاح في مهمتهم، ووأكد تعاون الوفد المصري لإنجاح جهودهم خلال فترة رئاستهم لدورة المؤتمر الحالية. كما وجه الشكر لمدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، مؤكدا استمرار دعم مصر لجهود المدير العام إزاء الدور المتزايد للوكالة، نحو استغلال وتحسين استخدام التطبيقات النووية المختلفة بهدف خدمة البشرية. وقال إن «السنوات الأخيرة شهدت محاولات متزايدة للتخلص من الأسلحة النووية»، لافتا أن الدول المشاركة في مؤتمر مراجعة اتفاقية منع الانتشار النووي 2010 وافقت على تبني خطة عمل تحقيقا لرغبة الدول في نزع الأسلحة النووية وتحسين أنشطة الوكالة في مجال نزع الأسلحة النووية. وأضاف أن الاستراتيجية متوسطة المدى أكدت على أهمية مساهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل مناسب في الجهود الهادفة للسيطرة وخفض السلاح النووي بالتناغم مع برنامج الوكالة الخاص بالتحقق، مبديا حرص مصر على متابعة التطورات بهدف تحقيق هذا الهدف حتى نهاية الاستراتجية متوسطة المدى عام 2017.