النيابة العسكرية تصرح بدفن ضحايا حريق معسكر الأمن المركزي

تم تشكيل فريق من النيابة العسكرية التابعة لإدارة القضاء العسكرى فى وزارة الداخلية وانتقلت مجموعة منهم إلى مكان الحادث لإجراء معاينة مبدئية ومجموعة أخرى إلى مبنى مستشفى مدينة السلام وقررت النيابة انتداب المعمل الجنائى لبيان سبب الحريق بعدما ترددت أقاويل بوجود ماس كهربائى، وطلبت النيابة الاستماع إلى أقوال المصابين عقب تلقيهم العلاج وبدأت الاستماع إلى عدد من المجندين، الذين كانوا متواجدين داخل العنبر وقت الحريق وقالوا إنهم وقت اندلاع النيران كانوا نائمين، وأنهم بعد أن أدوا صلاة الفجر توجهوا إلى عنابرهم وناموا حتى يتمكنوا من الاستيقاظ كى يتلقى بعضهم تدريبات والآخر يتوجه إلى خدمات ومأموريات خارج المعسكر،
وفجأة عندما كانت الساعة تقارب السابعة صباح أمس اشتعلت النيران فى سرير أحدهم فاستيقظ مزعورا وأطلق صرخات تحذيرية وراح ينادى على باقى الزملاء فى العنبر «حريق.. حريق» فاستيقظ عدد منهم ونجحوا فى الهروب من النيران قبل أن تلحق بهم إصابات والبعض الآخر حاول مقاومة النيران فاستخدموا المياه وبعض أدوات الإطفاء الموجودة فى العنابر، لكن النيران اشتدت وامتدت إلى العنابر الأخرى التى توجد فى الدورين الأعلى والأسفل من مكان الحريق.
واستدعت النيابة مدير القطاع والضباط المسؤولين عن الدفاع المدنى فى المبنى للتأكد من وجود تأمين ضد الحرائق واتخاذ الإجراءات اللازمة فى الدفاع المدنى، وقال مسؤولون فى التحقيقات إن العنبر الذى اشتعلت به النيران توجد به كل وسائل مقاومة الحرائق وان هناك مجندين فيه، حصلوا على فرق إنقاذ وإطفاء وطالبت النيابة بندب لجنة فنية لمعرفة مدى صلاحية أدوات الإطفاء الموجودة فى العنبر.
وصرحت النيابة بدفن جثث الضحايا بعد توقيع الكشف الطبى عليها وتسليمها إلى أسرهم، الذين تم الاتصال بهم وبدأوا يتوافدون من المحافظات، خاصة الصعيد وأكد عدد منهم أنهم كانوا ينتظرون قدوم إجازة العيد كى يشاهدونهم بعد شهر كامل، غابوا فيه عنهم، وقال عجوز يتوكأ على أقاربه إن ابنه كان يعتزم التقدم إلى إحدى قريباته خلال إجازة العيد ليخطبها وإن والدته أعدت ال«كعك» والبسكويت انتظارا لهذه المناسبة وهى لا تعلم حتى الآن المصير السيئ الذى انتهى إليه ابنها ولا أدرى ماذا ستفعل عندما تعلم أنه قد فارق الحياة محترقا فى عنبر الأمن المركزى، واختتم كلامه بأنه رجل مؤمن بالقضاء والقدر وأن لكل أجل كتاب لكن الفراق مر والإهمال أمر منه.
وطلبت النيابة تحريات إدارة البحث الجنائى حول الحريق لبيان ما إذا كان هناك شبهة عمل تخريبى أو إهمال، ومازالت التحقيقات مستمرة.