يبدأ نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن زيارة لمنطقة الشرق الأوسط يوم 8 مارس المقبل، يزور خلالها كلاً من إسرائيل والسلطة الفلسطينية ويعقد محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ثم يجرى محادثات مع الرئيس حسنى مبارك والملك عبدالله بالأردن. وقال البيت الأبيض فى بيان له أمس الأول إن «هذه الزيارة تستهدف إعادة الفلسطينيين والإسرائيليين مرة أخرى إلى مائدة المفاوضات بعد تجمد عملية السلام لأكثر من عام». وصرح أحد المستشارين السياسيين للرئيس الأمريكى باراك أوباما ل«المصرى اليوم» بأن قضية السلام وصلت لمرحلة متأخرة بعد إصرار الجانب الفلسطينى على الوقف الكامل لكل الأنشطة الاستيطانية، وهو ما يرفضه الجانب الإسرائيلى، مطالبا فلسطين بالبدء فى المفاوضات دون شروط مسبقة، ومؤكدا أن الجانب الإسرائيلى أوضح بشكل كامل استحالة قبول شرط وقف الاستيطان. وقال المستشار السياسى لأوباما إن جورج ميتشل مبعوث الولاياتالمتحدة إلى منطقة الشرق الأوسط يحاول فى الوقت الحالى القيام بمفاوضات غير مباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، من خلال رحلات بين الجانبين لنقل آراء وتصورات كل طرف للآخر، واصفا هذه العملية بأنها «انتكاسة لمسيرة مفاوضات السلام، وإعادتها إلى ما كانت عليه قبل 15 عاما». وأوضح أن بايدن سيعرض على الرئيس مبارك أن تستضيف مصر وترعى المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة ولو بصورة مبدئية خلال الفترة المقبلة. وأشار إلى أن الجانب الإسرائيلى متمسك بالقواعد التى وضعها للبدء فى مفاوضات سلام مع الطرف الفلسطينى وهى عدم بناء مستوطنات جديدة مع الاستمرار فى استكمال المستوطنات والمبانى القائمة والبدء فى التجميد فى نشاط المستوطنات الجديدة بعد 9 أشهر، مضيفا أن الرؤية الأمريكية التى يحملها بايدن إلى الفلسطينيين الآن هى البدء فى مفاوضات السلام بما هو متوفر حاليا من الجانب الإسرائيلى، وأن تتوسط مصر فى رعاية المفاوضات المباشرة بين الجانبين. وفى أول رد فعل للإعلان عن زيارة بايدن للمنطقة قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى «إنه سعيد باستضافة بايدن فى القدس وإنه صديق حقيقى لإسرائيل ولعملية السلام». وفى القاهرة دعا سفير فلسطين فى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية الدكتور بركات الفرا الأمة العربية ووسائل الإعلام إلى التعامل بحذر شديد مع الروايات الإسرائيلية المغلوطة وتحريف الحقائق بما يخص القضية الفلسطينية والقيادة الشرعية للشعب الفلسطينى. وربط الفرا بين تمسك الرئيس محمود عباس أبومازن بالثوابت الوطنية، وربط استئناف المفاوضات بالوقف التام للاستيطان وبين الحملة الظالمة التى تتعرض لها قيادة منظمة التحرير الفلسطينية من قبل الإعلام المعادىي، داعيا فى الوقت ذاته إلى ضرورة التنبه إلى طبيعة التحديات القائمة، والمخطط الإسرائيلى الذى يسعى للتأثير على القرار الفلسطينى.
