لا أكتب اليوم عن عفروتو باعتبارى أحد التلاميذ المجتهدين فى مدرسة الصحافة الرياضية المصرية التى عاشت غالبا تمارس منتهى الحفاوة والمبالغة مع لاعب لمجرد إحراز هدف ثم تحاصره بالشتائم والحجارة لو خاصمه التوفيق فى أى مباراة.. وإذا كان هناك كثيرون جدا سيبدأون من الآن التعامل مع عفروتو باعتباره النجم الجديد القادم للأهلى بعدما لعب لأول مرة وتألق ونجح أمس الأول فى إحراز هدفين فى مرمى الشرطة.. فأنا فى المقابل أحب التعامل مع عفروتو الآن باعتباره بطلا دراميا قدم لنا عرضا يسهل علينا بقليل من التأمل والاهتمام أن نخرج منه بكثير من الدروس والمعانى.. فحتى أيام قليلة جدا مضت.. كان عفروتو يريد الرحيل من الأهلى احتجاجا على أنه لم ينل فرصته مثل زملائه طلعت وشكرى وشهاب الدين.. وجاء والد اللاعب الحاج محمود سليم إلى النادى، والتقى بحسام البدرى، طالبا السماح لابنه بالخروج بحثا عن مستقبل ومصير أفضل.. وقال الأب إن رحيل عفروتو عن الأهلى يعنى تحقيق مصلحة مشتركة للاعب وللنادى فى وقت واحد.. وبالطبع كل هذا الكلام تغير الآن تماما.. وأنا على قدر احترامى لمشاعر أب أحس بالقلق على ابنه.. بقدر ما أتوقف عند هذه النقطة وأطالب بوضع حد لمسألة أولياء أمور اللاعبين واللاعبات سواء فى كرة القدم أو بقية الألعاب.. ظاهرة ليست موجودة إلا فى مصر.. وليست ظاهرة إيجابية على الإطلاق.. فبالنسبة لكل أب وأم.. ابنهما دائما هو الأفضل والأحق لأنهما أكثر علما وخبرة ودراية حتى من المدرب نفسه.. ولو كان البدرى فقد أعصابه أو حتى استجاب بهدوء لضغوط الحاج محمود وغضبه ومطالبه.. لكان عفروتو الآن لعبة فى أيدى السماسرة ووكلاء اللاعبين يبحثون به وله عن أى فرصة أو مكان داخل مصر أو خارجها.. الدرس الثانى الذى نخرج به من دراما عفروتو.. هو حاجتنا الهائلة والملحة للإعداد النفسى لنجوم الكرة فى بلادنا.. فقد تغيرت قواعد كثيرة جدا فى المنظومة الكروية المصرية إلا رؤيتنا القديمة للإعداد النفسى لكل اللاعبين والنجوم القدامى والجدد.. ويمكن التوقف عند أسماء كثيرة جدا أفسدها التدليل أو الاهتمام الزائد أو عدم تأهيلها نفسيا لانتقالات حادة وقاسية.. مادية واجتماعية وإعلامية.. تماما مثلما جرى مع «جدو» مؤخرا.. وهو ما سيحدث الآن مع عفروتو الذى قد نقضى عليه ونحن نقصد الاحتفاء به.. أما الدرس الأهم فهو يخص هؤلاء الذين كان لابد أن يصبروا ولا يتعجلوا الهجوم على «البدرى» بعد الهزيمة أمام المحلة ثم يضطرون للإشادة به بعد الفوز على الشرطة. [email protected]