دون فارق بين الاستاد وشاشة التليفزيون، تابع آلاف الإسبانيين والهولنديين مباراة فريقى بلادهما فى ختام مونديال 2010 أمس الأول، حيث استعدت السفارة الهولندية فى القاهرة، والمركز الثقافى الإسبانى، للحدث الكروى الأهم منذ انطلاق المونديال، ونقلت السفارة والمركز أجواء البلدين وطقوسهما خلال المباراة، ليحظى أعضاء الجاليتين بمشاهدة متميزة لا تقل عن أقرانهم الذين تابعوا المباراة فى جنوب أفريقيا. زحام لم يختلف عن ذلك الذى شهدته المدرجات، كان السمة المميزة للمركز والسفارة، أمس، حيث وضعا شاشات عرض عملاقة لمتابعة المباراة وتزينا بأعلام البلدين، وشددت السفارة الهولندية إجراءاتها على حضور المباراة، ومنعت غير الهولنديين من متابعتها فى السفارة، فيما وضع المركز الثقافى الإسبانى لافتة «الدعوة عامة» وتابعها من خلال المركز عدد كبير من المصريين الذين صدقوا توقعات الأخطبوط بول وتوجهوا للاحتفال مبكراً مع بطل العالم فى الكرة. وعبر المصريون عن فرحتهم بالمنتخب الإسبانى، وتشجيعهم له بارتداء التى شيرتات الحمراء، خاصة أن عدداً كبيراً من مشجعى الفريق الإسبانى كانوا من الطلبة المصريين فى المركز الذى يدرسون فيه اللغة الإسبانية.. لينا الفرماوى إحدى المشجعات المصريات ارتدت اللون الأصفر، ورسمت علم إسبانيا على يديها وعبرت عن فرحتها بالفوز: «أعشق إسبانيا وأحب كرة القدم، ونفسى أعمل الدكتوراه بتاعتى هناك، وحبيت أتفرج على الماتش وسط أصحابى وأساتذتى فى المعهد علشان نفرح مع بعض». وأرجعت سلمى فؤاد، التى كانت تمسك بعلم إسبانيا تشجيعها له للتاريخ: «أصل إسبانيا يعنى الأندلس وغرناطة وإشبيليا وفيها جذور عربية وإسلامية نفتخر بها كلنا، وكمان علاقتها بمصر جغرافياً قوية جداً عشان كده بحبها وبشجعها دايماً وكمان دراستى للإسبانية زودت حبى فيها. وفى سفارة هولندا طغت الأجواء الهولندية على مظهر المشجعين حيث ارتدوا الزى الشعبى الهولندى، فيما حضرت أغلب الفتيات مرتديات زياً موحدا، حاملات الأعلام والطبول وأدوات التشجيع. انتهاء المباراة لصالح إسبانيا، أعاد إلى الأذهان فرحة المصريين بفوز منتخبهم فى كأس الأمم، فيما تعامل الهولنديون مع هزيمتهم بطريقتهم وصفقوا للفريق الإسبانى. وقال لويس خبير، مدير المركز الثقافى الإسبانى: «سعداء بالفوز ولأننا نعلم روح المصريين حرصت على مشاهدة المباراة بينهم رغم أن بيتى كله إسبان وهنا معظمه مصريون». وقالت مارينا هولندية الجنسية مقيمة فى مصر : «استمتعت بالمباراة خاصة بين الجالية الهولندية فى السفارة، كما أن الفريقين بذلا جهداً كبيراً» وأضافت: «الحكم كان غير عادل وكان شكله مستعجل عاوز يروح». «هويجى» الذى منع من دخول سفارة هولندا لأنه لم يحصل على دعوة، اكتفى بالمشاهدة من على باب السفارة، لأنه أصلا لا يشجع هولندا ولا إسبانيا لأنه بلجيكى الجنسية: «كان نفسى بلدى تدخل كأس العالم.. لأنه بصراحة علاقتنا بالدولتين سيئة.. بس كنت عاوز أتفرج».