حذر وزير العمل والشؤون الاجتماعية الفلسطينى أحمد الكرد من غياب الدور العربى فى إغاثة غزة واعتبر أن ترك الساحة فى هذا المجال للغرب ليس فى مصلحة العرب، وشكا أحمد الكرد المعروف ب«أبوأسامة» من أن أموال المعونات التى تتجاوز مليار دولار هى أموال مسيسة فى الأساس وتقف وراءها أجهزة مخابرات عالمية تبحث عن مكان لها فى غزة، وتدخل مستترة تحت لافتات منظمات الإغاثة، وقال إنه لولا المساعدات الإنسانية لماتت غزة جوعاً، وكشف عن مشاكل كثيرة تعانى منها غزة منها أن نسبة الفقر عالية جداً نتيجة الحصار وهناك 60٪ بطالة و80٪ تحت خط الفقر وكل ذلك بسبب سياسة الاحتلال الذى كان يعمل على تحويل قطاع غزة إلى عمال فى الخط الأخضر بين القطاع وإسرائيل ولما أغلقوا الخط الأخضر تعطل الجميع، وأوضح أن المشكلة أنهم ربطوا الحياة فى غزة بمستوى الحياة فى إسرائيل، ومستوى الحياة هناك مرتفع جداً، فمستوى خط الفقر فى إسرائيل ينطبق على الأسر التى يقل دخلها عن ألف دولار، فى حين أننا هنا فى غزة نعتبر أن من يصل دخله إلى ألف دولار من الأغنياء، والمشكلة أنهم يدخلون لنا البضائع بنفس أسعارهم وهى غالية جداً علينا، لذلك فالحياة هنا صعبة من الناحية المادية. وكشف عن العديد من الحقائق المهمة والخطيرة فى حواره مع «المصرى اليوم». ■ هل تقدمون أى نوع من الدعم للمواطنين؟ - لا.. نحن مرتبطون طبقاً لاتفاقية باريس الاقتصادية بنفس الأسعار الإسرائيلية ثم من أين نقدم دعماً وليس لنا مصادر دخل ذاتية، مصادر الدخل الكلى والاعتماد الكلى لنا فى صرف رواتب الموظفين والحكومة تأتى من المعونات الخارجية، وإذا توقفت المعونات توقفت بالتالى الرواتب، ورغم مواردنا البسيطة فإننا قادرون لو سمحوا لنا على أن نزرع الخضروات فقط فسنكفى العالم العربى كله، والمشكلة أننا لا نستطيع حتى أن نصدر أى سلعة فلسطينية فالتصدير لا يتم إلا عن طريق إسرائيل. ■ تحت ضغط هذه الظروف كيف تدبرون أحوالكم؟ - عندنا نوع من التكافل، فى غزة هناك 110 آلاف موظف يتقاضون راتبهم سواء من رام الله أو غزة، وهم وأسرهم يمثلون حوالى 40٪ من المواطنين، ومع الكثير من التكافل يعيش الجميع، وهناك منهم من يعيش تحت خط الفقر، لكن مع الرواتب الحكومية، هناك أيضاً «الأونروا» تتكفل تقريباً بحوالى مليون مواطن فلسطينى، وتقدم لهم معونات غذائية فضلاً عن برنامج الغذاء العالمى الذى يتكفل بحوالى 40 ألف مواطن ويقدم لهم أيضاً أغذية وهناك المؤسسات الخيرية التى تنفق ما يقرب من 100 مليون دولار فى غزة، ولا تنس أننا منطقة صراع ساخنة وكل أجهزة الاستخبارات تطمح فى العمل هنا ولا سبيل لها إلا بالعمل الإغاثى. ■ هل تعتقد أن هناك جزءاً من أموال الإغاثة فى غزة وراءه أعمال مخابراتية؟ - طبعاً هى طريقة للوجود فى غزة، وكل الأجهزة تود أن تجد لها مكاناً هنا، وكل المساعدات التى تقدم لأهالى غزة مسيّسة، كما أن جميع المساعدات المقدمة من أوروبا وأمريكا استهلاكية، فهم يبتعدون تماماً عن تقديم مساعدات فى مشاريع اقتصادية ويركزون على المساعدات الاستهلاكية لمجرد التواجد فى غزة وهى أموال تنفق فى الهواء للتواجد ليس أكثر، ومعظم الأموال تصرف فى المحاضرات والندوات، وقد حاولنا توجيه تلك المساعدات، لكن المشكلة أن لديهم أجندات ينفقون على أساسها، مثلاً ينفقون على المعاقين ملايين الدولارات فى حين أن الأصحاء عندنا لا يجدون الأكل، نحن نفهم جيداً أن كل مخابرات العالم موجودة هنا وتعمل تحت ستار الإغاثة، وهى إغاثة موجهة حتى عندما نقول لهم لا نريد إغاثتكم تلك، لا يخرجون من غزة ويقولون لنا لن نخرج نحن نخدمك. ■ إذا اعتبرنا أن المائة مليون التى تأتى من الجمعيات الإغاثية مسيّسة ووراءها أجهزة مخابرات.. فما حجم باقى الأموال التى تنفق؟ - تزيد على مليار دولار، «الأونروا» تنفق الكثير وعندنا مثلاً 12 ألف موظف يتقاضون رواتب جيدة. ■ قلت إن هناك منظمات إغاثية من كل دول العالم.. هل من ضمنها منظمات مصرية؟ - كل دول العالم لها منظمات إغاثية فى غزة، فى حين أن الدول العربية غائبة تماماً وليست مصر وحدها فقد عجزنا كعرب أن نفتتح منظمات إغاثية لخدمة الشعب الفلسطينى، لدينا منظمات إغاثة من الصين وماليزيا وكل دول العالم ولا توجد منظمات عربية، بالعكس فى فترة معينة خرجت مصر من غزة وخرجت معها دول عربية أخرى، هذا فى الوقت الذى زاد فيه التواجد التركى وأصبح له 3 جمعيات ومنظمات تعمل فى غزة الآن. ■ كيف تقول إنه لا يوجد تواجد عربى ووسائل الإعلام تعلن كل يوم عن إرسال مئات الملايين للفلسطينيين؟ - العرب يدفعون للجامعة العربية وتذهب أموالهم للسلطة، لكن الشارع الفلسطينى لم يصله أى شىء، لا توجد مؤسسات أو جمعيات أهلية عربية تعمل فى غزة، أناشد العرب أن يأتوا ويعملوا فى غزة والمشكلة أن الكثيرين يخافون من العمل هنا خوفاً من أمريكا، لأن بعض الجمعيات العربية القليلة جداً جاءت إلينا وحاربتها أمريكا. ■ ما الذى يمكن أن يؤدى إليه التواجد الأجنبى والغياب العربى عن شوارع غزة؟ - المشكلة التى لا يفهمها الكثيرون أن تلك الدول التى تعمل ميدانياً تملك شعبية فى الشارع، هم يعلقون اللافتات التى تشير لدورهم، والناس تقرأ وتهتم، هم يعلنون عن أنفسهم، ويكسبون ميدانياً فى الشارع ولا توجد فى المقابل جهود عربية أو تواجد عربى فى غزة. ■ ألا يخيفكم ذلك من خلق حالة من الانتماء النفسى على الأقل لتلك الدول والمنظمات؟ - لا نحن نعيش على المعونات منذ عام 48 ولم يحدث أى تغيير فى الانتماء ولا فى الهوية بالعكس كل يوم تزيد وطنيتنا.