توقع خبراء وسياسيون مصريون وعرب أن تنحسر الأزمة بين مصر والسعودية، مشيدين بالخطوة التي اتخذها المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالاتصال بخادم الحرمين الشريفين، مشيرين إلى أنّ أيادٍ خفية تعمل على استمرار الأزمة. وأكد الخبراء أن العلاقات بين البلدين أعمق من أي حادث فردي، محذرين من أن هناك أيدٍ تعمل على إشعال الأزمة، وقال الدكتور مطلق المطيري الكاتب والأكاديمي والملحق الإعلامى السعودي السابق في القاهرة إن مصر لديها مكانة خاصة في قلب كل سعودي، وان السعوديين يتوقعون الأمر ذاته من أشقائهم المصريين. وأضاف أن قرار استدعاء السفير السعودي من القاهرة يأتي كرد فعل على ماحدث ضد مقر السفارة والقنصلية وليس على أي خلفية سياسية أخرى. وجدد المطيرى في اتصال هاتفي مع وكالة أنباء الشرق الأوسط من الرياض مساء اليوم السبت التأكيد على أن الجيزاوي قبض عليه في قضية مخدرات وأنه عومل معاملة لم يسبق أن عومل بها شخص ضبط بجريمة مماثلة، كما أنه تم أمس الأول إعدام شخص تركي بتهمة جلب مخدرات وبالتالي ليس هناك تقصد للرعايا المصريين. وأكد أن القوانين السعودية لاتعاقب أي مواطن غير سعودي ارتكب جرما خارج الأراضي السعودية، كما أن هناك معارضين سعوديين يهاجمون النظام ويعيشون على الأراضي السعودية. من جهته، قال الخبير الاستراتيجي الدكتور حسن أبوطالب إن الاتصالات التي أجراها المشير حسين طنطاوي مع القيادة السعودية ستضع الأزمة في إطارها الطبيعي.. واستبعد أن تمتد أن الأزمة إلى أطراف خليجية أخرى. وقال إن الرياض تعبر بهذه الخطوة عن عدم رضاها لما حدث من تجاوزات بحق قياداتها وسفاراتها ومسئوليها، ورسالة بضرورة عدم تكرار هذه الأمور، وهي تلفت نظر المجتمع المصري للنتائج السلبية من تمادي بعض الناشطين المصريين في مهاجمة المملكة، وإثارة قضايا يمكن الحوار بشأنها، وتوصيل رسالة إلى الشعبين المصري والسعودي على السواء.. كما أن الرياض رأت أن السلوك الرسمي لاحتواء هذه المظاهرات لم يكن على المستوى المطلوب. غير أن أبو طالب رفض أن يعتبر ماحدث جزءا من عقوبة سعودية على مصر بسبب ثورة يناير، وقال هذا الرأي ليس دقيقا، فلا أحد يستطيع أن يعاقب شعبا آخر لأنه قام بثورة ضد الظلم، واستدرك قائلا: نعم السعوديون والخليجيون، غير راضين عن أشياء حدثت منذ الثورة مثل محاكمة مبارك، ولكن هناك فرق بين عدم الرضا، وبين القرار بالتدخل ومعاقبة شعب، السعوديون يعلمون أن مصر دولة كبيرة وهناك مصالح مشتركة وحرص واحترام متبادل، أما البديل فكارثي للطرفين. وأشار إلى هذه المصالح المتبادلة، وقال مثلا لو توقفت مصر عن السياحة الدينية، فالخسائر ستكون للطرفين على السواء.