كثيرا ما نسمع عن أن احد موانع الحمل هو مرض "تكيس المبيض"، وربما يعتقد الكثيرون أن هذا المسمى يعني أن هناك أكياسا داخل المبيض هي التي تمنع الحمل.. ترى ما هو مرض تكيس المبيض؟ وماذا عن الأسباب والعلاج ؟ يجيب الدكتور ثروت الأهواني – أستاذ ورئيس قسم أمراض النساء بجامعة القاهرة: تكيس المبيض لا يعنى إطلاقا وجود أكياس بالمبيض ولكن يعنى وجود خلل بوظيفة المبيض يعوق خروج البويضات من المبيض بطريقة تلقائية، ففي الأحوال الطبيعية تبدأ العديد من البويضات في النمو داخل المبيض شهريا وبويضة واحدة منهن تكبر لتصل حجم النضوج (حجم الحويصلة الحاملة للبويضة يصل إلى حوالي 20مم) وعندها تخرج البويضة من المبيض. أما في حالة تكيس المبيض فبالرغم من نمو العديد من البويضات فإنه لا يحدث ذلك النضوج المتوقع وتبقى البويضات صغيرة وحبيسة داخل المبيض وبالتالي لا يحدث التبويض اللازم لحدوث الحمل.
* الأسباب والأعراض غالبا ما يكون هناك عامل وراثي فقد تكون هناك حالات مشابهة في الأسرة من جهة الوالدة أو أسرة الوالد، وقد تعانى السيدة المصابة من عدة أعراض منها : نمو زائد للشعر بالوجه أو في الجسم عموما- قد يكون مصحوبا بزيادة ملحوظة في الوزن (الوزن الطبيعي للمرأة = الطول بالسنتيمتر -105) وغالبا ما يكون زيادة الوزن عاملا مسببا لتكيس المبيض وليس نتيجة له وكثيرا ما تعانى السيدة من تأخير كبير في مواعيد الدورة الشهرية أو انقطاع كامل للدورة بينما حالات أخرى قد تكون مصحوبة بنزيف متقطع لفترات طويلة.
* التشخيص تحاليل الهرمونات تشير إلى خلل هرموني واضح يستطيع الطبيب من خلاله معرفة درجة المرض (ارتفاع كبير لهرمون LH بالنسبة لهرمون FSH وارتفاع نسبى لهرمون Testosterone). على أنه يتبقى أن أهم وسائل التشخيص هي عمل متابعة التبويض بالموجات فوق الصوتية للحوض حيث يظهر غالبا كبر حجم المبيض وعدم وجود بويضات ناضجة برغم وجود عدد كبير من البويضات صغيرة الحجم بالمبيض. وعلى ذلك فإنه إذا ثبت بمتابعة التبويض أن هناك بويضات ناضجة بالمبيض وأن التبويض يحدث بطريقة طبيعية فإن تشخيص تكيس المبيض يكون خاطئا حتى ولو كانت جميع الأعراض السابقة موجودة (زيادة الوزن - زيادة نمو الشعر - اضطراب الدورة الشهرية).
* العلاج العلاج الجراحي لتكيس المبيض مرفوض تماما في المراحل الأولى حيث ان أدوية تنشيط التبويض تأتى بنتائج جيدة في معظم الحالات بشرط عمل متابعة تبويض بالموجات فوق الصوتية أثناء التنشيط لتحديد الجرعات المناسبة للأدوية ولتلافى حدوث التنشيط الزائد الذي قد يحدث في بعض الحالات. كما أن نزول وزن المريضة إلى الوزن المثالي من العوامل الأساسية في نجاح العلاج بالأدوية حيث ان نزول الوزن يحقق التوازن الهرموني اللازم لكفاءة عمل المبيض. أما العلاج الجراحي الذي يتبع في حالات محدودة جدا من حالات تكيس المبيض فينحصر في إجراء عملية كي للمبيض باستخدام منظار البطن. ومضاعفات هذه العملية هو احتمال حدوث التصاقات حول المبيض مما يزيد المشكلة تعقيدا ولذلك فالعلاج الجراحي يستخدم فقط في الحالات التي استنزفت فيها طرق العلاج بالمنشطات دون جدوى.