لم يكن البابا شنودة الثالث، مجرد رجل دين وداعية فحسب، بل كان مثقفًا واعيًا وسياسيًا من الطراز الأول، حفلت الصحف والمجلات بمقالاته، ونُشرت قصائده بالعديد منه، كشاعر لايشق له يراع. ولم يكن البابا، الذى وافته المنية ظهر اليوم السبت، شاعرًا ينظم الشعر فقط، بل كان يكتب الشعر الذى يحمل بين ثناياه الحكمة، والصور الجمالية، وبهاء الكلمة، وها هو النص"عشتُ غريبًا"، الذى يُعد آخر ما كتبه الفقيد من شعر، سطره عام 2009 تكاد تنطق قوافيه، بأنه أدى رسالته وأنه ينتظر الرحيل إلى الرفيق الأعلى ليسلم الراية لمن يتحمل الأمانة من بعده. غريبا عشت فى الدنيا نزيلاً مثل آبائى غريبا فى أساليبى وأفكارى وأهوائى غريبا لم أجد سمعا أفرغ فيه آرائى يحار الناس فى ألفى ولا يدرون ما بائى يموج القوم فى مرج وفى صخب وضوضاء وأقبع هاهنا وحدى بقلبى الوادع النائى غريبا لم أجد بيتا ولا ركنا لإيوائى