السؤال: أعاني من مشكلة فظيعة يومياً، وهي عند ذهابي للخلاء يحدث معي أن أقضي حاجتي، وأُخرج ما بي من بول، وغائط وأنا على المرحاض ( المقعد الإفرنجي) وفي كثيرٍ من الأحيان يرتد الماء على فخذي، أو على دبري عند نزول الغائط، أو من رشاش البول، وهو لا شك أنه نجس، فهو عبارة عن بول وغائط. وعندما أقضي حاجتي أستخدم الشطافة، ثم المناديل للاستجمار(حيثُ أبدأ في الاستجمار بدبري) وأنا أستجمر أخشى أن لا أكون قد أدخلت المناديل جيداً، فأعيدها مراراً، وتظهر أحياناً آثار دم من الاستجمار من الاحتكاك، ثم أستجمر من البول، وأدخل المنديل في فتحة ذكري. أعلم أنكم قلتم إن ذلك من التنطع، ولكن فتحة ذكري تكون في كثير من الأحيان مفتوحة، وأرى أثر البلل فيها-وهو نجس- ثم أصب الماء عليه من الإبريق. ولكن المشكلة العظمى لم تبدأ بعد، فأنا بعد ذلك كله، أذهب إلى البانيو؛ لأطهر نفسي من النجاسات. فأصوب الدش على دبري، وأدخل يدي في فتحة دبري وأفركها مع الماء(لأتأكد من الطهارة؛ ولأنه من المحتمل أن شيئاً من الماء النجس قد مس دبري أو على فتحة دبري) تارة أدخل يدي اليمني في جهة دبري اليمنى، ثم أغسل يدي لأطهرهما خشية النجاسة وأيضاً أبالغ في غسلهما، فأنا لا أفركهما فقط تحت الماء، بل أفرك كل أًصبع على حدة أيضاً. وأحياناً كنت أحاول تنظيف ما تحت أظافري، ثم بعد ذلك أغسل دبري من الجهة اليسرى بنفس الطريقة التي ذكرت في الجهة اليمنى، وبعدها أغسل يدي بنفس الطريقة التي ذكرت، ثم أوجه الماء على دبري سبع مرات نزولاً وصعوداً، ثم آتي لأغسل ذكري، فالبول دائماً يسيل تحت الفتحة، فآخذ غرفة من الماء وأغطس ذكري في هذه الغرفة، وأفرك ما تحت الفتحة، ولا أكتفي بذلك، بل أوجه ذكري تحت ماء الدُش، وأبدأ بفرك ما تحت فتحة الذكر، وهذا الشيء يأخذ مني وقتاً طويلاً؛ لأنني أظل أخشى أن المنطقة التي سال عليها البول لم تُفرك، لا سيما أن آثار البول قد اختفت من قبل أن أذهب إلى البانيو، ولكن أخشى أن لا أكون قد طهرتها بالطريقة الشرعية، ثم أغسل يدي، ثم أوجه الدُش على فخذي لأطهر النجاسة التي أصابتها ( أحياناً يكون الشعور بتطاير الماء عليها يقيناً، وأحياناً مشكوكا فيه، أو يكون غالباً على ظني) وأنا لا أعرف أين النجاسة بالضبط، وأظل أفرك كل فخذي وأخشى أن لا أكون قد فركت مكان النجاسة، ثم أغسل يدي وأذهب للفخذ الأخرى، وبنفس الطريقة أطهرها إن شعرت بالتطاير، وأحياناً أعيد غسل الفخذ أكثر من مرة؛ لأنني عندما أقف تلتصقان ببعضهما البعض في الأعلى، فأخشى أن تكون إحداهما قد نقلت النجاسة للأخرى، فأعيد الغسل، وأمكث وقتاً طويلاً في البانيو، وأسرف الكثير من الماء، وأكون شاعراً بضيق كبير، فهو كالسجن، ثم إنني أكون أيضاً شاكاً في نجاسة باطن قدمي، فأحياناً بعد القيام من المرحاض، تنزل مني قطرات ماء ربما من التشطيف. وأشعر بأن جزء من الأرض قد تنجس، وأن أرضية البانيو قد تنجست من قدمي، فبعد كل هذا أغسل قدمي، ثم أغسل يدي. أطلت عليكم، ولكن هذه المشكلة أتعبتني، وعطلتني كثيراً. وهل يجب عند الاستجمار من الغائط تمرير المناديل من أسفل الفتحة إلى أعلى فتحة الدبر؟ أم أكتفي فقط بتمريرها في المنطقة الوسطى من الفتحة؟ أرجو توجيهكم بالتفصيل. أريد القضاء على هذه المشكلة، وعلى كل الوساوس. وجزاكم الله خيراً. الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فقد بلغ منك الوسواس مبلغا عظيما، نسأل الله لك العافية، والذي يعينك على تجاوز هذه المشكلة وغيرها أن تعرض عن الوساوس بالكلية، وألا تعيرها أي اهتمام. فإذا شككت في أن شيئا من النجاسة أصاب فخذك، فلا تلتفت إلى هذا الشك، وإذا تيقنت، فصب الماء على المنطقة التي تعلم أنها تنجست فحسب، وإذا قضيت حاجتك، فإن شئت أن تستجمر، فإنك تمسح الموضع ثلاث مسحات بالمناديل أو نحوها، فإن خرج المنديل في المسحة الثالثة ليس عليه شيء كفاك ذلك المسح، وإلا فزد حتى يحصل ذلك. وإن استنجيت بالماء، فصب الماء على موضع النجاسة حتى يغلب على ظنك زوالها، فمتى حصلت لك غلبة الظن بزوال النجاسة، وعودة المحل خشنا كما كان، فقد فعلت ما وجب عليك، وتكفي غلبة الظن ولا يشترط اليقين؛ وانظر الفتوى رقم: 132194. ولا داعي لكل هذه الأفعال التي تأتي بها، فما هي إلا محض وسوسة. والله أعلم. مصدر الخبر : اسلام ويب - فتاوى