فتحت واقعة استشهاد الصحفية الشابة ميادة أشرف، التي أصيبت بطلق ناري قاتل أثناء تغطيتها اشتباكات منطقة عين شمس بين أنصار جماعة الإخوان وقوات الأمن، ملف الأحوال المزرية التي يعمل في ظلها الصحفيون بمصر. حيث يمارس الإعلاميون وخصوصًا المحررين الميدانيين تحت ظروف أمنية صعبة تتمثل في تعرضهم لمخاطر الاستهداف القاتل أثناء أداء مهامهم في تغطية المظاهرات بصفة خاصة وأماكن الاضطرابات بصفة عامة. وتشير المعلومات إلى قائمة طويلة من الصحفيين لقوا مصرعهم خلال تأدية عملهم في أعقاب ثورة 25 يناير 2011 وبدأت بالشهيد أحمد محمود ثم الحسيني أبو ضيف ثم صلاح الدين حسن صلاح الدين، 38 عامًا، مراسل صحفي، قٌتل في 29 يونيو 2013، وأحمد عاصم السنوسي، قٌتل في 8 يوليو 2013 "أحداث الحرس الجمهوري"، وحبيبة عبد العزيز، مراسلة ومصورة "جولف نيوز" قتلت برصاصة في الرأس في أحداث رابعة، ومايك دين، مصور قناة "سكاى نيوز" قُتل برصاصة في القلب، ومصعب الشامى، مراسل شبكة رصد قتل برصاص قناص، وأحمد عبد الجواد، صحفى بجريدة الأخبار توفى في المستشفى متأثرا بإصابته بطلق ناري، وتامر عبد الرؤوف، مراسل جريدة الأهرام قتل أثر إطلاق النار عليه أمام محافظة البحيرة، ومحمد سمير، مخرج بقناة النيل للأخبار قٌتل أثناء تغطيته لأحداث ميدان رمسيس أمام قسم الأزبكية، ومصطفى الدوح، مراسل شبكة نبض الإخبارية، قٌتل في اشتباكات الألف مسكن يوم 25 يناير 2014، وميادة أشرف، مراسلة جريدة الدستور قتلت 28 مارس 2014. وبات أمرًا طبيعيًا تحرك نقابة الصحفيين بعد وقائع القتل سواء لمنح العضوية الشرفية لروح الشهيد إذا كان غير مقيد بها، ولا أحد يعلم ما جدوى هذا الإجراء إن كان صاحبها قد دفع حياته ثمنًا للقيام بواجبه، أو صرف معاش استثنائي لأسرة الضحية.. ما يفتح الباب واسعًا أمام الحديث عن الضمانات التي توفرها النقابة لحماية الصحفيين وتوفير غطاء أمني يحميهم أثناء ممارسة مهام عملهم خصوصًا وأن نتيجة التحقيقات دائمًا واحدة في جميع هذه الحوادث التي تقيد ضد فاعل مجهول. ويعول الكثيرون على شيوخ مهنة الصحافة ونقيب الصحفيين وأعضاء مجلس النقابة للتواصل مع السلطات الأمنية بالبلاد لتوفير مناخ عمل آمن يضمن حماية أبناء المهنة إلى جانب توفير مظلة حماية اجتماعية وسياسية ونقابية لجميع مندوبي ومراسلي ومصوري وسائل الإعلام المعترف بهم والضغط على المؤسسات التي يعملون بها لتأمينهم في حياتهم بدلًا من انتظار قتلهم لبدء التحرك العاطفي بعيدًا عن "الشو" الإعلامي والمتاجرة بدماء الضحايا. حيث يرى المراقبون أن مخاطر بيئة العمل الصحفي في مصر ازدادت في الآونة الأخيرة، وهو ما ينذر بالكثير من الإشكاليات التي يواجهها الصحفيون لاحقا. وفي أول رد فعل قررت نقابة فتح باب الانتساب لها، لتوفير الحماية اللازمة للصحفيين، خاصة بعد استشهاد الصحفية "ميادة أشرف"، الصحفية بالدستور، أثناء تغطيتها لاشتباكات منطقة عين شمس الجمعة الماضية. وأوضح خلال مداخلة هاتفية على برنامج "صوت الناس"، مع الإعلامي أحمد الشاعر على فضائية "المحور"، أن الحكومة وفرت للنقابة 100 قميص واقٍ من الرصاص لإعطائها للصحفيين لحمايتهم. إلا أنه رغم هذه التحركات يرى كثير من الصحفيين أنهم مازالوا ينقصهم الكثير من نقابتهم قبل أن تتحول إلى سرادق لتلقي العزاء في الصحفيين.مصدر الخبر : البوابة نيوز