حذرت منظمات إغاثية دولية من تفاقم مشكلة نقص الطعام فى "جمهورية أفريقيا الوسطى"؛ فى ظل احتمال بروز أزمة اقتصادية فى البلاد، مع تواصل أحداث العنف التى باتت تهدد التجارة وتربية المواشى. وأشارت دراسة أعدتها منظمتا "أوكسفام" و"العمل لمكافحة الجوع" - فى سوق الجملة بالعاصمة "بانجى" - إلى إغلاق كثير من التجار محلاتهم؛ حيث تواصل 10 متاجر فقط عملها من أصل نحو 40 متجراً - يعمل فى مجال استيراد المواد الغذائية من الدول المجاورة وتسويقها فى الأسواق الداخلية -؛ فيما يخطط بقية تجار الجملة لترك السوق فى حال عدم استتباب الأمن خلال فترة قصيرة. هذا وتخلو الأسواق من اللحوم؛ بسبب فرار معظم العاملين فى مجال الثروة الحيوانية من الاشتباكات، فيما حذر مدير ملف جمهورية أفريقيا الوسطى لدى أوكسفام "فيليب كونراود"؛ من أن إغلاق تجار الجملة محلاتهم سيؤدى إلى نفاذ مصادر الأغذية وارتفاع الأسعار. من جانبها لفتت الأممالمتحدة إلى أن 96% من المزارعين لم يتمكنوا من زراعة أراضيهم؛ بسبب عدم توفر البذور، محذرة من أن الأزمة الغذائية ستتفاقم وتستمر حتى العام المقبل؛ فى ظل توقف النشاط الزراعى. مشيرة أن 90% من الأهالى فى جمهورية أفريقيا الوسطى يستطيعون تناول وجبة طعام واحدة يومياً. وأشارت الأممالمتحدة إلى أن 1.3 مليون شخص بحاجة لمساعدات غذائية عاجلة فى العاصمة والمناطق الواقعة فى شمال غربى البلاد وحدها؛ وأن 838 ألف شخص اضطُّروا لترك منازلهم، فضلاً عن فرار 245 ألف آخرين من البلاد. وفى مارس الماضى انحدرت أفريقيا الوسطى - الغنية بثروتها المعدنية - إلى دوامة من العنف والفوضى؛ بعد أن أطاح مسلحو مجموعة "سيليكا" بالرئيس فرانسوا بوزيز، وهو مسيحى جاء إلى السلطة عبر انقلاب عام 2003. وشهدت البلاد عنفاً طائفياً متبادلاً بين مسلحى "سيليكا" ومسلحى ميليشيا "مناهضو بالاكا" (المسيحيون) - الذين يعرفون أيضا ب"مناهضو حملة السواطير" - ما أسقط مئات القتلى وفقاً لتقديرات الأممالمتحدة. وفى الأسبوع الأخير من الشهر الماضي؛ تم تنصيب "كاثرين سامبا-بانزا" - التى كانت تشغل منصب عمدة بانجى - كرئيسة مؤقتة لأفريقيا الوسطى؛ بعد أن اضطُّر "ميشال دجوتوديا" - أول رئيس مسلم للبلاد منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960 - إلى الاستقالة تحت وطأة ضغوط دولية وإقليمية.