شادي يوسف: أحلم بمصر ملونة بالفن والحرية والاحتجاج أنعشت الثورة فن الجرافيتي فازدهر معها بلا حدود. الكل يمكنه أن يعلن احتجاجه بالرسم، فأنت لا تحتاج إلا إلى علبة سبراي وفرشاة. ومع الجرافيتي ازدهر من يصورونه ويصطادونه من على الجدران لينقلوه إلى قاعات الفن، فمؤخرًا شهد قصر الأمير طاز معرضًا للصائد الماهر شادي يوسف، الذي وثق العديد من صرخات الاحتجاج والسخرية التي تجلت على الجدران في عام الثورة. افتتح المعرض الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في دلالة واضحة على احترام الصوت المعارض لفن الجرافيتي، وقدرته على التأثير في الناس، وشهد الافتتاح الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام، والدكتور إبراهيم غزالة أستاذ الفنون الجميلة، ومحمد أبوسعدة مدير صندوق التنمية الثقافية. وفي تصريح ل"المشهد"؛ ذكر الفنان شادي يوسف:"أن الجرافيتي تعبير حر عن الرأي، وأنه أراد التوثيق له لأن عمره قصير ولا يملكه أحد، وأحيانا كثيرة يتم انتهاكه من قبل جهات تريد تحجيم التعبير؛ فالجرافيتي فن في متناول الجميع، ويلخص آراء مهمة في رسومات بسيطة، وهو فن ثوري ساخر يكسر الثوابت، وكان من أكثر الفنون التي تابعها الناس في الشارع بعد الثورة". وأضاف شادي أن:"الجرافيتي فن قديم جدًا، عرفه العالم منذ زمن طويل؛ لكنه حديث في مصر، وقد أشعلت الثورة المصرية جذوته وأضافت إليه، ووضعت بصمتها الواضحة، كذلك فإنه مع إصرار الجهات الحكومية على انتهاك حقوق الإنسان والحريات والفنون يتضاعف إنتاج الجرافيتي". زينت صور المبدعين الكبار جزءًا كبيرًا من المعرض؛ فقد ضم رسومًا لعبد الرحيم منصور، ومحمد منير، وعبد الرحمن الأبنودي، وأمل دنقل، وخيري شلبي، وصلاح جاهين، ومحمود السعدني، وإبراهيم أصلان، وفؤاد حداد، واستيفان روستي، وغيرهم، وعن ذلك يقول شادي:"أردت أن أوضح أن هؤلاء زرعوا فكرة الإيمان بمصر داخلنا، وأنهم كانوا الغائبين الحاضرين في الثورة، ولأنني أحلم بمصر ملونة بأفكارهم، وبجدران كلها معارض للفن والحرية".