تفائل الجميع برحيل محمد ناجي جدو عن الأهلي والتحاقه بفريق هال سيتي الإنكليزي للمرة الثانية في العام نفسه على سبيل الإعارة أيضاً، فتجربة جدو الأولى مع النمور كانت ناجحة ومميزة وأعطت جماهير الكرة المصرية أملاً كبيراً في أن يصبح جدو خليفة ميدو وعمرو زكي في الدوري الإنكليزي الممتاز. جدو لم يتأقلم فقط في تجربته الأولى في أوروبا مع هال سيتي ولكنه سجل 5 أهداف هامة ساهمت بشكل كبير في صعود الفريق إلى البريميرليغ وتحقيق إنجاز تاريخي لهذا النادي. وبعد صعود النمور، حاول ستيف بروس المدير الفني لهال سيتي تدعيم صفوف الفريق بلاعبين متميزين ليكون باستطاعةهال سيتي المنافسة على البقاء في الدوري الإنكليزي الممتاز والذي يعد أصعب الدوريات في أوروبا والعالم كله. أبرم بروس أكثر من صفقة هجومية مثل المهاجم الإنكليزي داني جراهام الذي جاء من سندرلاند على سبيل الإعارة والمهاجم الإيفواري يانيك ساجبو لاعب إيفيان الفرنسي وضم بشكل نهائي اللاعب جورج بويد الذي كان معاراً هو الآخر في الموسم الماضي. إلا أن المدرب الإنكليزي كان يأمل في مزيد من الدعم الهجومي وعينه على المهاجم الإيرلندي شين لونج لاعب وست بروميتش ألبيون ولكن بعد لحظات أخيرة مثيرة في سوق الانتقالات وجد بروس جدو بدلاً من لونج في قائمة فريقه التي سيكمل بها هذا الموسم. وللآسف جاء مهاجم منتخب مصر وهو يعاني من الإصابة القوية التي لحقت به في الموسم الماضي وأخذ وقتاً طويلاً للتعافي منها ولم يشارك إلا في 22 دقيقة فقط في كأس الكابيتال ون ولم يظهر مطلقاً في البريميرليغ حتى الآن وجاءت "الكارثة" الكبرى بإصابته من جديد في مباراة هال سيتي تحت 21 عاماً وإلى الآن لم يتحدد بعد فترة غيابه القادمة. وهناك 4 أسباب جوهرية وقاتلة أدت إلى فشل التجربة الثانية لجدو في أوروبا وبالتحديد في إنكلترا رغم نجاحه في الأولى "الشامبيونشيب" مع الفارق طبعاً. أولاً.. انضمام جدو لهال سيتي في بداية مشورا الفريق في البريميرليغ كان يحتاج أن يكون اللاعب في أفضل حالاته الكروية والفنية والبدنية إلا أن نجم الأهلي جاء إلى النادي الإنكليزي هو مازال يحاول التعافي من الإصابة التي لحقت به في الموسم الماضي وأبعدته عن الملاعب لأكثر من 5 أشهر وبالتالي كانت فرصته صعبة في المشاركة مع هال سيتي وفي الدوري الإنكليزي الممتاز حتى الآن. ثانياً.. مشاركة جدو أساسياً مع هال سيتي في هذا الموسم كانت ستكون صعبة للغاية أيضاً إذا كان اللاعب في أفضل حالاته البدنية والفنية لأن الفريق أصبح يمتلك ثلاثي هجومي من الطراز الرفيع المتمثل في سون ألوكو ويانيك ساجبو وداني جراهام وهؤلاء يمتلكون أفضلية واضحة على جدوعكس الموسم الماضي حيث كان ينافس المهاجم المصري البولندي نيك بروشفيتز ومات فريات لإصابة ألوكو وعدم تواجد الثنائي الجديد على الفريق ساجبو وجراهام. ثالثاً.. سوء الحظ الذي لازم اللاعب بعد تألقه مباشرة في الموسم الماضي حيث جاءته الإصابة وهو في أفضل حالاته وهداف للفريق حتى أبعدته عن الملاعب لأكثر من 5 أشهر وعندما شارك في بعض مباريات الفريق الأول وحتى الرديف ظهر وهو يحاول جاهداً العودة إلى التهديف ولكن دون جدوى وعاندته الكرة في أكثر من لقطة ومن جديد تعرض لإصابة في الوقت الذي كان يأمل فيه العودة إلى المشاركة مرة أخرىوالله وحده أعلم كم سيغيب عن الملاعب هذه المرة. رابعاً.. أن تتعرض لإصابة قوية مثل التي تعرض لها جدو في الموسم الماضي هذا أمر مؤسف للغاية ومدمر لأي نجم في أي فريق ولكن أن تحاول العودة من جديد وقبل الدخول في لياقة المباريات واسترجاع الحالة البدنية والفنية وتتعرض لإصابة قوية أخرى فهذا بالتأكيد موقف لا يحسد عليه اللاعب وهو يؤدي بالطبع إلى ابتعاد هذا النجم عن الملاعب لفترة أكثر وافتقده حساسية المباريات أكثر فأكثر وتدمير ثقته في نفسه خاصة أن جدو حديث العهد على البريميرليغ وعلى الفرق بأكمله وهو ليس نجم الفريق حتى لا ينشغل بموقعه في التشكيل الأساسي. وفي النهاية.. كل التوفيق لهذا النجم غير "المحظوظ" والذي أثبت في فترة "وجيزة" للغاية أنه قادر على خوض هذه التجربة الصعبة إلا أن شاءت الظروف ليتعرض اللاعب لأقوى امتحان في مشواره الكروي ونتمنى له أن يعود سريعاً لاستكمال المسيرة سواء أوروبياً أو محلياً ومع منتخب مصر أيضاً.