ينظم المجلس الأعلى للثقافة اليوم احتفالية ثقافية في الذكرى الأولى لرحيل الأديب الكبير إدريس علي، تحت عنوان "إدريس علي...عبقري الرواية النوبية". و تتضمن الاحتفالية عقد مجموعة من الندوات التي تتناول العديد من أعماله الإبداعية، يشارك فيها مجموعة كبيرة من النقاد والمبدعين، منهم: الدكتور مدحت الجيار، و الدكتور يسري العزب، و الشاعر فيصل الموصلي، والروائي إبراهيم عبدالمجيد، والروائي حسن نور، و الكاتب يوسف القعيد. و الكاتب النوبي إدريس علي ولد في إحدى قرى النوبة جنوب مصر، يوم 5 أكتوبر 1940، و وافته المنية عن عمر ناهز70 عامًا، بعد حياة درامية حافلة بالمفارقات، فقد كانت نشأته في أسرة بسيطة، و لم تمكنه الظروف المعيشية من تلقي تعليم نظامي، و بدأت عملية تكريس إدريس ككاتب نوبي متميز مع صدور روايته دنقلة، التي ترجمت إلى الإنجليزية، و نالت جائزة جامعة أركنسو الأمريكية عام 1999، و معها بدأ الحديث عن تيار جديد في الأدب المصري، سماه بعض النقاد الأدب النوبي. و هي تسمية رفضها إدريس، و اعتبرها تعبيرًا عن كسل نقدي، و محاولة لعزل الأدب الذي يكتبه كتاب النوبة عن المجرى العام للأدب المصري، لذلك انخرط في خصومات مع كتاب نوبيين أخرين ارتاحوا لهذا التصنيف، لكن النقلة الحقيقية في مسيرته الإبداعية جاءت مع صدور روايته "انفجار جمجمة"عام 1999، والتي كانت ثمرة لأول منحة تفرغ حصل عليها، و قد نالت الرواية جائزة الدولة التشجيعية و وجدت حماسًا من الكاتب الراحل الكبير فتحي غانم، الذي كتب مدافعًا عنها وعن لغتها، شأنه في ذلك شأن الناقد جابر عصفور، و قد صدرت الرواية في طبعتين. و جانب كبير من شهرة إدريس جاء من المعارك التي كان يخلقها حول كتاباته، ومحاولته المتكررة للانتحار، إلى جانب إثارة معارك حول حقه في التفرغ، أو دفاعه الدائم عن محاولات تعرض أعماله للمصادرة، و آخرها روايته "الزعيم يحلق شعره"، التي تناولت تجربة المصريين في العمل بدولة ليبيا نهاية السبعينيات.