ألقى البابا تواضروس الثانى فى عظته الأسبوعية، مساء اليوم، أولى نكاته بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، والتى جاءت تحت عنوان "الاستقامة مع النفس"، وقال البابا، إن من زرع الاستقامة فى ضمير الإنسان عليه أن يحذر الشخصية المنقسمة إلى وجهين، وضرب مثالا بنكتة طفل ظل يلف ويدور حول" الكنبة" التى تجلس عليها ضيفة لوالدته وعندما سألته عن السبب قال لها: "ماما بتقول عليكى أنتى بوشين". وأضاف البابا تواضروس الثانى، قمنا بعمل مجلس كنائس مصر واخترنا الأمين العام من القمص بيشوى حلمى راعى كنيسة الأنبا أنطونيوس فى شبرا، والمجلس يعمل على ثلاثة مراحل وهى المحبة ما بيننا كأعضاء والخدمة للشعب، والعمل لخير مصر وجهود التنمية والاجتماعية فى الوطن، وهو مجلس بعيد عن السياسة اتفقنا لتكون السنة الأولى للصلاة، من أجل هذا العمل ليكون له دور روحى ملموس والعمل المشترك بين هذه الكنائس. وتحدث البابا، فى عظته عن "الاستقامة مع النفس"، قائلا: الإنسان الروحى عندما يثبت فى الطريق الروحى يجب أن يتميز بثلاث صفات أولها الاستقامة مع النفس والأمانة مع الله والسلامة مع الناس، وعندما يريد إنسان معرفة طريقة صحيح أم لا عليه ملاحظة هذة النقاط الثلاثة. وأضاف البابا، خلال عظته الأسبوعية بالكاتدرائية المرقسية، أريد أن أتأمل معكم عن "الاستقامة مع النفس"، وفى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية نحمل فى اسم كنيستنا الاستقامة الكنيسة المستقيمة الرأى والفكر والسلوك والعقيدة، وأيمانها وعقيدتها ولاهوتها نقى لم ينحرف. أول علامة للاستقامة أن يحيا الإنسان دون تطرف وبعض الناس تتطرف بالكلام مثل المبالغة، أو يتطرف الإنسان فى الأصوام والصلوات أو قراءاته فى الكتاب المقدس أو حكمه، قد يكون قاسيا على نفسه أو الآخرين، وقد يتطرف فى إدانه الآخرين ويصير هو الحكم وكأنه يأخذ موضع الديان العادل فى الحكم على الناس. وتابع البابا، قال الفلاسفة قديما: "تكلم حتى أراك"، ومن أسباب عدم وجود الاستقامة هى الكبرياء، فيصير الإنسان "جاهلا" أى الشخص الذى يسىء استخدام وقته وعمره، الخطأ يصدر من الإحساس بالذات والكبرياء، فهى كبرى الخطايا، ويعمل فى الإنسان دون أن يشعر، وقد يرسل الله "قارعات" للإنسان ليخرج من الكبرياء مثل المرض. واستطرد البابا، من التحديات ضد الاستقامة هى الرياء، فالشخص المرائى داخله غير مستقيم وخارجه يتظاهر بالاستقامة، لذا فتش فى قلبك لئلا يكون فيه شىء من التطرف والرياء والكبرياء يجعلك بعيدا عن الاستقامة، عطفا على خطايا التملق عندما تتملق إنسانا فأنت لا ترتدى الاستقامة والآخر الذى يسمعك يفسد فهى خطايا المديح الكاذب، فهذه جميعا تتحدى استقامة قلب الإنسان. وأوضح البابا، أن فترات الأصوام فى الكنيسة تعمل على استقامة الإنسان، وللحفاظ على الاستقامة يجب الحفاظ والاهتمام بالأشياء الصغيرة مثل الوقت ونظرة العين وكلمة تقولها، فدقائق تضيع فى الحياة بلا معنى فيجب ألا ترى أى برنامج أو مشاهدة. واستشهد البابا بانتشار المسيحية فى مصر عن طريق مار مرقص الرسول الذى لم يكن معه سوى صليب وعصاة وإيمان ودخلها بلا خطة، ولكنه اهتم بالأشياء. مصدر الخبر : اليوم السابع - عاجل