بطل عبد الوهاب عثمان- 34 سنة - شاب من مواليد مركز الفشن بمحافظة بني سويف حاصل على الثانوية الأزهرية ومتزوج ولدية ثلاثة أبناء، ولكنه ليس شابًا عاديًا.. بطل شهرته تعدت حدود المركز بل والمحافظة فهو الوحيد تقريبًا الذي يصنع آلة الربابة البسيطة التي يسعد بها الأطفال ويعزفون عليها النغمات الشعبية البسيطة. "المشهد" التقت بطل لتسمع حكايته وربابته ولنتعرف أكثر على ابن الفشن ومشاكله مع "علب السلمون"! يقول بطل: "بعد حصولي علي الثانوية الأزهرية وجدت الأعباء تزداد على والدي المسن الذي يعمل صيادًا للأسماك، ولكنني لم أشعر برغبة في العمل في هذه المهنة، وكان لي صديق حميم عازف ربابة في إحدى الفرق الشعبية بالفشن، وبحكم صداقتنا وملازمتنا لبعضنا البعض تعلمت منه العزف على الربابة وإجادتها، وفي ذات مرة حاولت أن اصنع ربابة بنفسي، وبأبسط الإمكانيات صنعت أول ربابة وكان عمري 20 سنة، ثم كررت هذا العمل، ووجدت إقبالاً على شرائها فقررت أن تكون هذه مهنتي، وكانت تدر علي دخلاً يسيرًا والحمد لله حتى إنني وجدت نفسي أخرج خارج نطاق بلدي الفشن وقراها لجميع مراكز المحافظة، وحاليًا أتنقل بين المحافظات المختلفة، حتى إنني قد أغيب عن بيتي وعن أولادي بالأسابيع وأحيانًا بالشهر وتكون معي الكمية التي تكفي لذلك. ويشير بطل إلى أن الفرق بين هذه الربابة والربابة الأصلية أن الأخيرة لها 2 وتر(رداد وقوال) أما هذه فبوتر واحد فقط ويجمع عمل الوترين وهي تتكون من قوص من جريد النخيل وخشب أبيض وعلبة سالمون صغيرة وسلك 1.5من 10 ملي صلب ثم أطليها بألوان مختلفة محببة للأطفال حتى يقبلوا على شرائها. وعن أهم المشاكل التي تواجهه في هذه المهنة، يقول بطل إنهاعدم توافر علب السالمون والألوان والسلك بمحافظة بني سويف وكذلك اعتماده في التسويق والتصنيع والبيع على نفسه لأن مكسبها ضئيل ويكاد يكون منعدم في فصل الشتاء - عكس الصيف. ويختتم بطل حديثه قائلاً: لهذه الأسباب لا أتمنى لأولادي امتهان هذه المهنة المتعبة وأتمني أن يكملوا دراستهم.