قال المخرج الكبير جلال الشرقاوي، فى لقائه برواد معرض الكتاب ضمن أنشطة المحور الرئيسي،: " لم تكن ثورة يناير مفاجأة لي، ولا أغالي إذا قلت أنني تنبأت بها قبل أن تحدث بعامين وقلت إن الثورة قادمة والسبب أنني قرأت التاريخ جيدا، ولقد مهد للثورتين الروسية والفرنسية الأدباء والمفكرين والفنانين، والأقلام كانت تحرض على الثورة، والفن كان يضئ السبل لمواجهة الظلم والطغيان والإقطاع". تابع: "وأستطيع القول بأن ثورة مصر كانت ثمرة الأقلام والإبداعات الفنية، ولكن لم يكن عند هؤلاء الفنانين - وأنا واحد منهم - جرأة على أن نضع أرواحنا على أكفنا وننزل الميدان، موقع الشاعر كان القصيدة والكاتب المقال والسينمائي الفيلم والمسرحي المسرحية، هي مواقع نجيد العمل فيها ولم نكن نعرف موقعا آخر نستطيع الجهاد فيه، لكن الشباب بجرأة وجدوا على أرض الواقع ما حلمنا به نحن الرومانسيين فعبروا واقعيا عن هذا الحلم، ونجحت ثورتهم ونجحت أيضا ثورتنا التي حلمنا بها!". طالب جلال الشرقاوي بإنهاء الفرقة، والعودة فورا إلى حوار يلم الشمل، ويحمي المستقبل من مصير مرعب ينتظرنا، ويهدد حياتنا بما لا طاقة لنا به، مشيرا إلى التشرذم والانقسام والاتهامات المتبادلة، اتهامات بالأخونة من جانب الليبراليين، والخيانة من جانب الإسلاميين ويقول إن ماسبق هو سبب المأساة لتنقسم مصر إلى شطرين. يواصل المخرج الكبير: " مرت الذكرى الثانية لثورة يناير مرّ بالخسائر وصدرت أحكام أسعدت البعض وأحزنت البعض الآخر، وها هي بورسعيد المدينة الباسلة تحترق الآن فماذا يمكن أن نفعل لرأب الصدع، لا يوجد إلا حل واحد يمكن تلخيصه في جملة قصيرة " لا استحواذ ولا تكويش لا فصيل واحد يحكم مصر" كل الأفكار لا بد أن تتزاوج وتتحاور لأن مصر ليس بلدا صغير بل كبيرا يضم إيديولوجيات وأفكارا متنوعة لابد أن تحترم". قال الشرقاوي: "إن الديمقراطية ليست صندوق الانتخاب ولكن أن تحكم البلد الأغلبية التي تقدّر المعارضة وتتحاور معها لتصل إلى مستقبل أفضل، والأغلبية التي لا تضع في حسبانها أراء المعارضة تمارس ديمقراطية منقوصة، وأنا مع الحوار ولست مع القوى الليبرالية التي تتحجج بأنها جلست كثيرا وفشلت في التوصل لشيء، حاول مرة ثانية أقم الحجج.. عليهم كفى دماء ومعاقين تكتظ بهم المستشفيات". تابع: "أدعو إلى الحوار وليس التنابز، ليجتمع الشمل، والزمن كفيل بأن تندمل الجروح، لا بد من التخلي عن الأغراض والمصالح ووضع مصر نصب الأعين هناك فقط قد تكون نقطة البداية التي نسعى إليها". يصمت قليلا ويعقب الدكتور مدحت الجيار: تحدث الشرقاوي عن كلمة سواء يجتمع عليها الفرقاء والمختلفين بطرق هادئة وأكثر عقلانية .. وضع المشكلة في الفرقة والحل في الحوار والتقارب ويتساءل: لماذا انقطع مصطلح الأمة المصرية منذ فترة في الكتابات المصرية التي تحمل في جلدها كل الأطياف السياسية مع أن الفكرة كانت وما تزال الحصن القادر على الاستمرار رغم ما يوجد من عصبيات. أضاف: " أشهد أن جلال الشرقاوي عالج هذه القضايا في مسرحه السياسي وتحدث في بعض السياقات عن الكباريه السياسي لمناقشة القضايا.. لأن المسرح لا ينفصل عن السياسة وإذا لم يتطرق الكاتب المسرحي إلى السياسة فماذا يكتب.. السياسة وقود الكتابة كما أوضح الشرقاوي في اقل عدد من الكلمات ليعلمنا لغة التحاور".