أثار استبعاد اللواء أحمد جمال الدين من منصبه كوزير للداخلية في التعديل الوزاري، تساؤلات داخل قطاعات الشرطة، واعتبرت قيادات بالوزارة أنه تم لأسباب بعضها لتصرف الداخلية كمؤسسة مملوكة للدولة ولا تأتمر بأوامر تيار أو حزب. وترددت على ألسنة قيادات الداخلية مجموعة أسباب لاستبعاد جمال الدين منها موقفه من أحداث الاتحادية، حيث تم سحب قوات الأمن من محيط القصر الرئاسي ، ثم عودتها وقيامها باعتقال بعض المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، لحيازتهم أسلحة دون ترخيص ، وقبلها رقضه فض اعتصام بعض القوى الثورية أمام الاتحادية دون الحصول على موافقة كتابية من الرئاسة. وثانيها قرار الوزير بالقبض على حارس المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام، وتقديمه للمحاكمة ، أما السبب الذي ليه فهو رفض الوزير السابق إقالة مدير أمن الشرقية بعد هجوم القوى الثورية على منزل الرئيس محمد مرسي بالزقازيق، وهو الذي جر جر عليه انتقادات عديدة كان من بينها انتقاد للمرشد العام. وجاء ضمن الأسباب ذهاب جمال الدين إلى قسم الدقي لمواجهة أنصار حازم صلاح أبو اسماعيل وقت تهديدهم باقتحامه؛ وكذلك موافقة وزير الداخلية السابق لاتحاد الكرة على استئناف الدورى الممتاز، وهو ما ترفضه جماعة الإخوان ، حتى لا تخسر روابط الاولتراس الرافضة لعودة الحياة للرياضة؛ إلا بعد القصاص من قتلة ضحايا مجزرة بورسعيد . وتسرد مصادر أمنية رواية غريبة حول إقالة جمال الدين، فتؤكد أن السبب المباشر هو اعتراضه على لقاء وفد إيراني برئاسة قائد الحرس الثوري بقيادات من جماعة الإخوان المسلمين لبحث تشكيل حرس ثوري إخواني يكون ضمن مهامه قمع المتظاهرين. وكان اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس قد زار القاهرة أواخر ديسمبر الماضي، والتقى بمسئولين مصريين ينتمون لجماعة الإخوان في أحد فنادق مصر الجديدة، لمناقشة الاستفادة من التجربة الإيرانية وتعلم أساليب السيطرة على الأجهزة الأمنية منها. وفرضت أجهزة أمنية تابعة لمؤسسة الرئاسة طوقًا أمنيًا حول الفندق الذي شهد الاجتماع، كما تم منع أفراد الشرطة التابعين لوزارة الداخلية من التواجد. وتلقى وزير الداخلية السابق أحمد جمال الدين معلومات من الأمن الوطني عن زيارة قائد فيلق القدس للقاهرة، وحين طلب من رئاسة الجمهورية إطلاعه على محتوى الزيارة تم رفض الطلب ، وهو ما أغضب الوزير واحتجاجه بشدة.