وقف الفلاح أمام الحاكم وبينهما قضبان حديدية، ولوحة مثبت عليها بعض الأزرار التي يبدو عليها أنها تتحكم في دوائر إلكترونية أو كهربية ما! كان الحاكم يبدو هازئا ساخرا بالفلاح البسيط فقال له في استهزاء: الحاكم: هل أبقارك وماشيتك تدخن السجائر أو الشيشة؟ قال الفلاح بدهشة: لا ضحك الحاكم وهو يسأل بنفس السخرية: تذكر جيدا.. هل أنت متأكد أنها لا تدخن؟ أجابه الفلاح هذه المرة بعينيه... نفس الإجابة ولم ينطقها استمر الحاكم يسأل باستخفاف هازئا: ربما تكون تعلمت التدخين وأنت لا تعلم!! قال الفلاح بحسم: "المواشي" لا تدخن يا سيدي ضحك الحاكم ضحكة بغيضة وهو يقول: - اممم.... إذن فإن حظيرة "المواشي" كانت تحترق ثم انفجر في نوبة ضحك ساخرة ولأول مرة بادله الفلاح السخرية وهو يقول: لقد رأيت الحريق فعلا يا سيدي... والذي احترق هو بيتك وليس حظيرة "المواشي" الخاصة بي توقف الحاكم عن الضحك وقال في دهشة شديدة: بيتي؟... بيتي لم يحترق يا أبله فأنا الآن في بيتي سأله الفلاح بنفس اللهجة الساخرة التي كان يتحدث بها الحاكم: بيتك؟! تذكر جيدا يا سيدي... هل هذا بيتك ؟ أجاب الحاكم باستغراب: طبعا يا... يا فلاح سأل الفلاح بمكر: هل ما زلت واثقا يا سيدي من جهلي بهذه الأزرار وكيفية عملها ؟ استغرب الحاكم السؤال وبقي ناظرا للفلاح بدهشة دون أن ينطق!! فجأة ضغط الفلاح أحد الأزرار فتحولت القضبان الحديدية إلى سجن صغير أحاط بالحاكم الذي ظل مبهوتا ذاهلا غير مدرك لما حدث ولا كيف حدث استدار الفلاح ليغادر المكان تاركا الحاكم في ذهوله بعد خطوتين فقط قال للحاكم دون أن ينظر إليه: سيدي الحاكم... بيتك كان ذاتك... نفسك... وقد احترق أما بيتي فهو بلدي كلها وبيتي لن يحترق