أكد الدكتور نادر نور الدين، خبير المياه الدولي، أن إعلان إثيوبيا عن إعادة تحويل مجرى النيل إلى موقعه الرئيسي أسفل سد النهضة، ليست خطوة جديدة، ولكن أعلنتها قبل شهرين قائلين هنرجع النيل الفترة القادمة إلى مجراه الطبيعي، وحينما أعلنتها "كذبني" المسؤولين، وجاءت لتعلنها إثيوبيا مجددًا ليلة مفاوضات "سد النهضة"، حتى تكون رسالة للمفاوض المصري بأنها تسير في استراتيجيتها، وأن الأحداث الداخلية لا تؤثر فيها وأنها مصرة على استكمال السد بمواصفاته دون أية تعهدات أو استجابه لأية مطالب من مصر. أضاف نورالدين، في تصريحاته ل"المشهد"، أن هذه الخطوة تعني أن إثيوبيا ستبدأ في التخزين حالياً دون الانتظار حتى يونيو القادم، مؤكدًا أنه يجب أن تطلب مصر ألا يبدأ الجانب الإثيوبي في التخزين إلا في ظل وجود فيضان غزير، وإلا بعد الاتفاق على حصة مصر من المياه في البداية، وكميات المياه التي ستخرج من السد كل يوم وكل عام. تابع: المفاوض الإثيوبي دائماً يفكر في صالحه فقط بصرف النظر عن جيرانه، وسبق أن أعطيت مثال على ذلك، بما حدث مع دولة كينيا، عندما طلبوا إقامة سد بينهما على نهر أومو، ثم أقاموا 3 سدود وقطعوا المياه عن كينيا التي هي حليفاتهم في الأساس. وتساءل، نور الدين، قائلاً: هل تم الاتفاق على هذه الخطوة مع مصر من قبل؟ وإذا كان تم الاتفاق، لماذا قاموا بتكذيبي عندما أعلنتها منذ شهرين؟، ولماذا لم يعلن وزير الري لشعبه أن إثيوبيا ستبدأ التخزين من شهر ديسمبر ولم تنتظر حتى العام القادم؟، لافتاً إلى التصريحات بأنه "إجراء طبيعي"، ما هو إلا محاولة لتبرير المفاجأة المدوية في ليلة المباحثات. وأوضح أننا في موسم الجفاف، وأن خزان بحيرة ناصر استخدم طوال سنوات الجفاف الماضية، وحالياً أصبح يقترب من أدنى مستوياته، وبالتالي تلك المياه التي ستحجزها إثيوبيا كان من المفترض أن تأتي إلى مصر، مؤكدًا أن وزير الري مطالباً بأن يوضح للشعب المصري، إن كانت هذه المياه مهمة لمصر من عدمه، وكذلك الاتفاق على مبدأ التخزين في الفترة الراهنة. وقال: إن إثيوبيا كانت أعلنت أن يكون وقت التخزين في يونيو القادم، مع بدء موسم الفيضان، واشترطنا حينها أن يكون التخزين في غضون فيضان غزير، وإذا لم يأت الفيضان الغزير، فمن الظلم أن تبدأ إثيوبيا التخزين في سنوات الجفاف. وكانت الحكومة الأثيوبية، أعلنت إعادة تحويل مجرى النيل إلى موقعه الرئيسي أسفل سد النهضة، لتمر المياه للمرة الأولى عبر سد النهضة بعد الانتهاء من إنشاء أول أربعة مداخل للمياه وتركيب مولدين للكهرباء، بينما أكدت وزارة الموارد المائية والري، أن هذا الإجراء طبيعي.