اليوم الجمعة يمر 97 عاماعلى ميلاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذي ولد في 25 ديسمبر 1918. والسادات هو ثالث رئيس لجمهورية مصر العربية في الفترة من 28 سبتمبر 1970 وحتى 6 أكتوبر 1981، وقائد النصر في حرب أكتوبر 1973. وكان السادات سياسيا نشطا منذ شبابه، واعتقلته سلطات الاحتلال البريطاني مرتين، إحداها بتهمة العلاقة مع ضباط في الجيش الألماني أثناء الحرب العالمية الثانية، واتهمه بعض أفراد الحركة الوطنية المصرية بالتعامل مع الإنجليز، في حين اتهمته السلطات البريطانية بالانتماء إلى تنظيم سري اغتال أمين عثمان، وزير المالية في حكومة الوفد ورئيس جمعية الصداقة المصرية البريطانية، وهو ما قاده إلى السجن مجددا، بعد نجاحه في الهروب منه والتخفي في العمل حمالا على سيارة نقل تحت اسم مستعار. عمل السادات مراجعًا صحفيا بمجلة المصور بعد خروجه من السجن وحتى ديسمبر من عام 1948، والتحق بعدها بالعمل صحفيا في جريدة المصور وكتب سلسلة مقالات دورية بعنوان 30 شهرا في السجن، كما مارس بعض الأعمال الحرة. وفي عام 1950 استطاع السادات العودة برتبة يوزباشي “نقيب” إلى القوات المسلحة بمساعدة يوسف رشاد، طبيب الملك الخاص، ثم رقي إلى رتبة البكباشي “مقدم” عام 1951، وفي العام نفسه اختاره الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، عضوا بالهيئة التأسيسية لحركه الضباط الأحرار. شارك السادات في ثورة يوليو 1952 وألقي بيانها الأول، وكانت مهمته يوم الثورة الاستيلاء على الإذاعة، كما حمل مع الرئيس محمد نجيب، الإنذار الذي وجهه الجيش إلى الملك للتنازل عن العرش، وأنشأ مجلس قيادة الثورة عام 1953 صحيفة الجمهورية وأسند إليه رئاسة تحريرها، كما أسند إليه من قبل قراءة البيان الأول للثورة عبر أثير الإذاعة، وعقب الثورة تولي السادات عددا من المناصب، منها نائب رئيس مجلس الشعب، ورئيس مجلس التضامن الأفرو آسيوي، بالإضافة إلى رئيس مجلس الأمة الموحد، كما انضم للجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي العربي، وأصبح عضوا في المجلس الرئاسي منذ سبتمبر 1962 وحتى 27 مارس 1964، ثم عين نائبا لرئيس الجمهورية حتى تولى رئاسة مصر خلفا للرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام 1970. أعد السادات إلي الحرب مع إسرائيل واتخذ قرار الحرب في أكتوبر عام 1973، وانتصر في الحرب واستعاد شبه جزيرة سيناء وقال في كلمته التي ألقاها أمام مجلس الشعب المصري عقب الحرب “حاربنا من أجل السلام.. لسنا مغامري حرب وإنما نحن طلاب سلام”، وهو ما اعتبره كثيرون دونية وهرعا غير مبرر إلى السلام مع العدو. وكان أول رئيس عربي يزور إسرائيل ويلقي خطابا أمام الكنيست عام 1977، وأول من جهر من القادة العرب برغبته في السلام مع إسرائيل ووقع معها في 26 مارس 1979 اتفاقية كامب ديفيد التي كلفته مقاطعة عربية وتم على إثرها نقل مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس، وحصل السادات على جائزة نوبل للسلام بعد إبرام تلك المعاهدة. مواقف السادات لم تُغضب منه الدول العربية فقط، وإنما أثارت الداخل المصري أيضًا؛ ففي عام 1981 قامت الحكومة المصرية بحملة اعتقالات واسعة شملت المنظمات الإسلامية ومسؤولي الكنيسة القبطية والكتاب والصحفيين ومفكرين يساريين وليبراليين ووصل عدد المعتقلين في السجون المصرية إلى 1536 معتقلا، وذلك على إثر حدوث بوادر فتن واضطرابات شعبية رافضة للصلح مع إسرائيل ولسياسات الدولة الاقتصادية، وفي 6 أكتوبر من عام 1981 (بعد 31 يوما من إعلان قرارات الاعتقال)، في اليوم الذي كان يحتفل فيه بذكرى نصر الجيش على إسرائيل، اغتالته مجموعة مسلحة أثناء حضوره العرض العسكري بإطلاق الرصاص عليه، ما أدى إلى إصابته بثلاث رصاصات في الرقبه والصدر والقلب، أودت بحياته.