يشارك الأزهر الشريف بوفد رفيع المستوى في قمة مكافحة التطرف العنيف وتنظيم "داعش"، التي ستنطلق اليوم الثلاثاء في مقر الأممالمتحدة بمدينة نيويورك، لعرض التجربة المصرية ومساعي الأزهر في مواجهة الأفكار المتطرفة. وبحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، يعرض الوفد تجربة الأزهر المتمثلة في إنشاء "مرصد" باللغات الأجنبية لمتابعة ما تبثه التنظيمات "الإرهابية" من أفكار متطرفة والرد عليها بردود علمية، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت لتحذير الشباب من خطورة هذه التنظيمات وعلى رأسها تنظيم "داعش". كما يعرض الأزهر جهوده الدعوية من خلال قوافله داخل مصر، وقوافل السلام التي أرسلها مجلس حكماء المسلمين -برئاسة شيخ الأزهر- إلى مختلف دول العالم للتواصل مع الشباب وتوعيتهم بمخاطر الفكر المتطرف والاستماع إلى تساؤلاتهم والرد عليها وفق المنهج الوسطي. ومن المقرر أيضا أن يقدم الوفد شرحا لمساعي الأزهر في نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي بين كافة الشعوب والدول، وتدعيم ثقافة الحوار والتواصل بين الحضارات والثقافات وإرساء مفاهيم السلام. وكان الأزهر عقد مؤتمرا عالميا لمواجهة التطرف والإرهاب، في أوائل ديسمبر الماضي، بمشاركة رجال الدين الشيعة ورؤساء الكنائس الشرقية وممثلي الفاتيكان، فضلاً وفود من 120 دولة. وصدر عن المؤتمر ما سمّي ب "وثيقة الأزهر" لنبذ العنف والإرهاب وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي دعا مرارا المؤسسات الدينية الإسلامية في مصر لتجديد الخطاب الديني لمواجهة التطرف والطائفية. وحذر في كلمته، التي ألقاها أمس الإثنين أمام الجمعية العامة، من خطورة انتشار التنظيمات "الإرهابية وخاصة داعش" مشددا على ضرورة مكافحة الإرهاب وإرساء الفهم الصحيح للدين الإسلامي بعيدا عن الأفكار المغلوطة. واتخذت وزارة الأوقاف -بالتعاون مع الأزهر الشريف- إجراءات تهدف إلى تغليب الإسلام الوسطي ومواجهة الأفكار الدينية المتطرفة لبعض المتشددين. وأصدرت الوزارة عدة قرارات لضبط العمل بالمساجد، تضمنت قصر إقامة صلاة الجمعة على المساجد الجامعة فقط ولا تقام في الزوايا أو المصليات إلا للضرورة الملحة وبإذن كتابي مسبق، وكذلك عدم جمع أي أموال داخل المسجد إلا في الإطار الذي ينظمه القانون وبموجب إيصالات رسمية معتمدة تسلم، وكذلك توحيد خطبة الجمعة على مستوى الجمهورية في جميع مساجد مصر وقصر الخطابة على المتخصصين من الأوقاف والأزهر، وقصر عمل محفظي القرآن بالمساجد على خريجي كلية القرآن الكريم تفاديا لبث الأفكار المتطرفة.