تحطمت طائرة ركاب ألمانية من طراز «ايرباص 320» وعلى متنها 144 راكباً وستة من طاقم الطائرة، بينهم 16 تلميذاً، في منطقة جبال الألب، جنوبفرنسا، حيث أعلنت باريس على الفور عن تشكيل خليّة أزمة للتعامل مع تطورات الحادث. وذكرت مصادر فرنسية أن الطائرة التابعة لشركة «لوفتهانزا» تحطمت وهي في طريقها من برشلونة الإسبانية إلى دوسلدورف في ألمانيا، واستبعد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند العثور على ناجين معتبراً أن «ملابسات الحادث تدفع إلى ذلك». وأشار هولاند إلى أن جنسيات الركاب تتوزع بين ألمان وإسبان و «على الأرجح أتراك» وجنسيات أخرى، وقال إنه ليس بوسعه تأكيد عدم وجود أي فرنسي على الطائرة، بينما أكدت شركة الطيران أن 67 ألمانياً كانوا على متنها، كما لفت نائب رئيس الوزراء الإسباني إلى أن 45 راكباً كانوا يحملون أسماء أسبانية. ومن ضمن جنسيات الركاب الذين كانوا على متن الطائرة تم تأكيد وجود راكب بلجيكي، كما حملت الطائرة 16 تلميذاً ومعلمان من مدرسة «جوزيف كوينج جيمناسيوم» الثانوية في بلدة هالترن أم زيه شمال غرب ألمانيا. ووصف هولاند الحادث بأنه «مأساوي»، مشيراً إلى أن الوصول إلى موقع تحطم الطائرة كان صعباً للغاية، كما أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنه يجب الابتعاد عن أي تكهنات بخصوص أسباب الحادث في ظل عدم توفر الكثير من التفاصيل، وأشارت إلى أن ألمانياوفرنسا وأسبانيا اتفقوا على التعاون لتوفير الدعم للخبراء الموجودين في موقع الحادث للتوصل إلى الأسباب. ولفتت ميركل إلى أنها ستسافر إلى جنوبفرنسا، اليوم، للوقوف على طبيعة الموقف، كما أعلن وزير الداخلية الفرنسي عن العثور على أحد الصندوقين الأسودين للطائرة، في وقت قالت الإدارة العامة للطيران المدني في فرنسا إن الطائرة «لم تطلق نداء استغاثة أثناء نزولها السريع». وتم تحديد موقع حطام الطائرة وتمكنت فرق البحث والإنقاذ من الوصول لموقع الحادث في «ميولان ريفيل» على ارتفاع 2000 متر، وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الفرنسية بيير هنري برانديت إن عملية البحث كانت شاقة للغاية نظرا لبعد الموقع الذي تحطمت فيه الطائرة وطبيعته الجغرافية. وأكد وزير الخارجية الفرنسي مانويل فالس إن وزير داخلية بلاده بيرنارد كازينوف وصل إلى موقع الحادث، بينما كتب الرئيس التنفيذي لشركة «لوفتهانزا» كارستن سبور تغريدة على موقع «تويتر» قال فيها «لا نعلم بعد ما حدث للرحلة (9525 4U). تعازينا الحارة لأهالي وأصدقاء الضحايا من الركاب وطاقم الطائرة»، وأضاف قائلا: «مخاوفنا تأكدت، هذا يوم أسود لشركة لوفتهانزا ونتمنى العثور على ناجين». الطائرة المنكوبة تابعة لشركة «جيرمان وينغ»، إلا أنها بحسب مراسل «بي بي سي» نايغل كاسيدي بدأت كشركة نقل مستقلة بأسعار مخفّضة، وأصبحت فيما بعد مملوكة بشكل كامل لشركة «لوفتهانزا» الأم، وهي تشتهر بتسيير رحلات منخفضة الأسعار للمسافات القصيرة والمتوسطة بين المدن الألمانية المختلفة ومقاصد سياحية معظمها تطل على البحر المتوسط.