إسرائيل تحذر مصر وجيرانها من خطورة السماح ب«مسيرات القدس».. وتمنع جنودها من زيارة سيناء وتونس وتركيا هل تشهد منطقة الشرق الاوسط توترات تغير جدول الاعمال المطروح علي دولها في الوقت الحالي، والذي يتركز كله علي الشأن الداخلي؟ وهل يكون الهدف هو التشويش علي صعود الاسلاميين إلي سدة الحكم في دول الربيع العربي، وعلي رأسها مصر؟.. أسئلة تطرح نفسها عند جمع مجموعة من الانباء والتصريحات والتأمل فيها بهدوء. فبعد تزايد الحديث عن عزم إسرائيلي جاد لقصف إيران، بما يهدد باندلاع حرب اقليمية، تتورط فيها إسرائيل وإيران ولبنان وسوريا وفلسطين والولاياتالمتحدة ودول اخري، ظهرت حملات إسرائيلية تدعو الي رفض أي هجوم عسكري إسرائيلي علي إيران، فضلا عن الحديث عن وجود مفاوضات مباشرة سرية بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإيران، حول البرنامج النووي الإيراني، وأن الخيار العسكري تراجع الي حد كبير، وأن ذلك أثار استفزاز كل من تركيا وإسرائيل. وتفاجئنا صحيفة "صانداي تايمز" البريطانية بالكشف عن وجود قاعدة دائمة للموساد الإسرائيلي في شمال العراق، تنطلق منها قوات إسرائيلية خاصة للتسلل إلي إيران والتجسس عليها. وذكرت الصحيفة أن الجنود الإسرائيليين والجواسيس الذين تجندهم إسرائيل يتنكرون في زي جنود إيرانيين، ويجيدون اللغة الفارسية، ويستخدمون مروحيات من طراز "بلاك هوك" للتسلل إلي إيران، ثم يتحركون برا باستخدام سيارات تشبه التي يتحرك بها جنود وضباط الجيش الإيراني، لجمع معلومات سرية عن البرنامج النووي الإيراني، وقياس مستويات الاشعاع في مواقع المفاعلات النووية لمعرفة طبيعة التقدم الذي حققته طهران في سعيها لامتلاك قنبلة نووية. ونقلت الصحيفة عن مسئولين بأجهزة استخبارات غربية قولهم إن القاعدة الإسرائيلية في المنطقة الكردية بشمال العراق، والتي وصفتها بشبه المستقلة، تمارس عملياتها منذ بضع سنوات، وان هدف العاملين بالقاعدة خلال الشهور الاخيرة هو جمع معلومات عن المفاعل العسكري "بارتيشن"، الذي يقع بالقرب من طهران، الذي يشتبه في اجراء الإيرانيين تجارب سرية لانتاج قنبلة نووية هناك. في حين تركزت عمليات اخري علي مفاعل تخصيب اليورانيوم "بوردو"، القريب من مدينة "قم" الإيرانية، والمقام داخل جبل صخري. مسيرات ويلوح في الافق أيضا التجهيز لعملية أخري، بوسعها ان تعقد الاوضاع في المنطقة، وتدفع بها الي حالة من الفوضي العارمة، واقصد بذلك الدعوات التي تزايدت مؤخرا للزحف الي القدس، عبر اجتياح الحدود الإسرائيلية، مع تحذير إسرائيلي باستخدام منتهي القوة في مواجهة كل من يقترب من حدودها، الامر الذي ينذر بوقوع كثير من القتلي، وهو ما سيدفع الي المطالبة بالانتقام والتصعيد. وقد حذرت إسرائيل مصر وبقية جيرانها من السماح بمسيرات حاشدة من أراضيها إلي الحدود الإسرائيلية، في يوم الأرض، نهاية الشهر الحالي. وفي الوقت الذي رفضت فيه وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق علي الموضوع، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مسئولين أمنيين إسرائيليين تأكيدهم أن إسرائيل ارسلت تحذيرها إلي حكومات كل من مصر والاردن ولبنان وسوريا والسلطة الفلسطينية وحركة حماس بقطاع غزة، علي ضوء دعوات واسعة باطلاق مسيرات شعبية من تلك الدول باتجاه القدس، يوم الجمعة المقبل، بمناسبة يوم الأرض، وأكدت إسرائيل انها ستعامل بمنتهي القوة مع كل من يقترب من حدودها، مطالبة الدول العربية والفلسطينيين بعدم السماح بزيادة التوتر في المنطقة. وقال مسئولون إسرائيليون ان الأجهزة الامنية الإسرائيلية تنسق مع السلطة الفلسطينية في هذا الامر، كما فعلت في السابق عند مسيرات يوم النكبة وذكري نكسة يونيو 1967 . وأشارت الصحيفة إلي أن منظمي مسيرات يوم الارض للتضامن مع القدس اعلنوا مشاركة اكثر من 700 جهة، تنتمي إلي 64 دولة، في تنظيم واطلاق هذه المسيرات المتزامنة، التي تستهدف الزحف إلي حدود إسرائيل من الدول المحيطة بها والمناطق الفلسطينية، بالتزامن مع مظاهرات حاشدة امام السفارات الإسرائيلية في العواصم الاوروبية والولاياتالمتحدةالأمريكية. وتوقعت الصحيفة ألا تنطلق مسيرات مشابهة من مصر وسوريا، علي وجه الخصوص، بسبب ما وصفته بالاوضاع السياسية في كل منهما. من ناحية أخري، ذكر موقع "ديبكا" الاخباري الإسرائيلي أن إيران تعتزم استخدام يهود إيرانيين كدروع بشرية علي رأس المسيرات الإيرانية المشاركة في الزحف إلي القدس. وقال ان الحكومة الإيرانية طلبت من رؤساء الجالية اليهودية في إيران المشاركة في المسيرات العالمية التي تستهدف الوصول إلي حدود إسرائيل يوم 30 من مارس الجاري، مشيرا إلي ان عدد اليهود في إيران يبلغ 15 ألفا، منهم 9 آلاف في طهران وحدها، و4 آلاف في شيراز، و1300 يهودي في أصفهان. وطلبت طهران من الجالية اليهودية وضع 10 من الشباب اليهود، تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عاما علي رأس كل مسيرة تزحف نحو الحدود الإسرائيلية، ليكونوا دروعا بشرية تمنع الجيش الإسرائيلي من اطلاق النار علي المسيرات التي ستجتاح الحدود. وحذر الموقع الإسرائيلي من تعرض اليهود الإيرانيين المشاركين في تلك المسيرات لعمليات اختطاف وقتل من جانب حزب الله اللبناني ومنظمات فلسطينية في جنوب لبنان. 40 دولة محظورة وتبدو حالة من الذعر تجتاح الإسرائيليين في الوقت الحالي، لا سيما بعد وقوع حادث المدرسة اليهودية في مدينة تولوز الفرنسية، فقد اصدر الجيش الإسرائيلي أمرا بمنع جنوده وضباطه من التواجد في 40 دولة، من بينها مصر وتونس والمغرب والعراق، قال إنهم قد يكونون هدفا لعمليات "إرهابية" خلال تواجدهم فيها. وقالت شعبة التأمين والحماية بوحدة العمليات التابعة للجيش الإسرائيلي إن المعلومات الاستخباراتية الواردة مؤخرا تؤكد عزم عدد من المنظمات تنفيذ عمليات ضد أهداف وأشخاص إسرائيليين، وأن العسكريين علي رأس المستهدفين. وأوضحت أنها حددت 40 دولة، يحظر علي ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي زيارتها، لما تتضمنه من أخطار علي حياتهم، ومنها مصر، وتونس، والمغرب، وإيران، العراق، تركيا، اذربيجان، السودان، نيجيريا، خاصة مع اقتراب مواسم الأعياد اليهودية، التي تتسم بطول الأجازات، وكثرة سفر الإسرائيليين إلي الخارج. واوضح الجيش الإسرائيلي في موقعه علي الانترنت، أن اجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تلقت معلومات عن عزم عدد من المنظمات تنفيذ عمليات في المواقع المعروفة بتركز السائحين الإسرائيليين فيها، وعلي رأسها سيناء ودول البحر المتوسط، بالاضافة الي جزيرة مندناو بالفلبين، واقليم كشمير في الهند، وكينيا، والشيشان، وجنوب تايلند. واوصي الجيش جنوده وضباطه برفع درجة الحذر والاحتياط وعدم قبول أية دعوات للتنزه او عقد الصفقات الاقتصادية في تلك الدول في الوقت الحالي، لاسيما في اوقات الليل، والاماكن المظلمة والنائية، حفاظا علي حياتهم. أخيرا.. قال السفير الإسرائيلي السابق لدي القاهرة اسحاق ليفانون - وبنبرة تحمل ايحاء بالتهديد - إن مصر لن تنجح في النهوض اذا اختلفت مع إسرائيل، وذلك في سياق حديث صحفي ادلي به مؤخرا عند الحديث عن رأيه في مواقف الاخوان المسلمين بمصر من معاهدة السلام، الامر الذي يتضمن تلميحا إلي ان لإسرائيل يداً في تداعي الاحداث بمصر، بشكل مباشر او غير مباشر، او علي الاقل بوسعها ان تفاقم الاوضاع. وهنا يتوجب علينا ان ننتبه الي الدعوات المشبوهة التي تستهدف عرقلة مصر في هذا التوقيت الحساس، سواء في صورة احتجاجات فئوية تزيد الاقتصاد المصري وهنا علي وهن، او في صورة احتجاجات عامة، مثل الحديث عن توجه مسيرات لاقتحام المقر الاداري لقناة السويس، وهو ما لم يمكن تفهمه او قبوله بأي شكل من الاشكال، فضلا عن الاحتجاجات الغريبة علي لجنة تأسيسية الدستور، رغم عدم وجود دستور بعد يمكن الاحتجاج عليه، ولا حتي التفكير في أن اعتماد الدستور سيكون من خلال استفتاء شعبين بما يلزم توعية الشعب بالخطايا التي يعتقد البعض ان الجمعية التأسيسية ستقع فيها، لخلق رأي عام واع يطالب بالتغيير او التعديل لما فيه الصالح العام. أما ما يجري من اثارة وتحريض علي مخلوق لم يخلق بعد، فهو امر غير مفهوم بالنسبة لكثيرين، وانا منهم بطبيعة الحال.